رمى متظاهرو ورڤلة الكرة في مرمى السلطة من خلال خروج آلاف منهم في مسيرة بوسط عاصمة حاسي مسعود الخميس الماضي بمطالب عدة عرف مجملها طريقا نحو السلطات العليا بالبلاد التي فتحت أرضية جديدة للحوار مع هؤلاء المحتجين ودعت ممثلي البطالين للتحاور بالعاصمة. وأكّد المنسق الوطني للجنة الدفاع عن حقوق البطالين الطاهر بلعباس، في اتصال مع “البلاد"، أنّ والي ورقلة الجديد تواصل معهم قبل المسيرة وبعد المسيرة عارضا عليهم الحوار مع السلطات العليا في البلاد، ودعاهم للتنقل إلى العاصمة من أجل فتح حوار مباشر وشامل مع مسؤولين كبار، بحيث سيتكفل الوالي بنفسه بكل تكاليف النقل والمبيت، مؤكدا أنّ الوالي شدد على إلزامية السرعة في الاستجابة لدعوة الحوار مع السلطات العليا. وعن الخطوة التي سيتخذها ممثلو المحتجين، قال بلعباس “لا نعرف مع من سنتحدث ونتحاور، كل شيء ضبابي وغير مفهوم حاليا.. هذه مجرد دعوة تحتاج إلى نقاش"، مؤكدا أنّه وممثلي المحتجين في طور النقاش والحديث عن كيفية وطريقة الحوار مع السلطات العليا، ومع من سيتحدث ممثلو البطالين. ومن هذه الزاوية، يشير المتحدث إلى أنّ المحتجين لن يقبلوا الحديث إلاّ مع الذين بيدهم القرار الحقيقي، مع المسؤولين الذين بإمكانهم الاستجابة لمطالب المتظاهرين، وليس مع من وصفهم ب«المسؤولين الصغار والمحليين". كما أشار بلعباس إلى أنّ السلطات العليا قامت من قبل بإرسال مبعوث خاص للحوار مع المحتجين، غير أنّ ممثلي المحتجين رفضوا استقباله والحوار معه، مؤكدا أنّ الوسطاء الذين تواصلوا مع البطالين أكدوا لهم في البداية أنّ الشخص هو مبعوث للوزير الأول عبد المالك سلال، غير انّه تبين لاحقا أنّه مبعوث خاص وممثل لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وهو شيخ لزاوية بأدرار معروف بأنّه أقرب الشخصيات بالجنوب للرئيس بوتفليقة. أما فيما يخص مسيرة الخميس الماضي، فقد أكّد بلعباس أنّها حققت أهدافها المرجوة، والتي تتمثل في تحذير السلطات من أي تماطل في الاستجابة لمطالب الشباب المتمثلة أساسا في “الشغل" و«التنمية". غير أنّ المتحدث أشار إلى أنّهم سينظمون مسيرات ومظاهرات أخرى في حالة لم تستجب السلطات لمطالبهم، وأنّ تنسيقية البطالين ستمهل المسؤولين أياما قبل معاودة الاحتجاج. وكشف بلعباس أنّ المسيرة المقبلة ستكون مشيا على الأقدام من مدينة ورقلة إلى غاية عاصمة النفط حاسي مسعود.