أخذت التطورات في ورفلة منحى آخر جديدا، بعد أن أعلنت مجموعة من الشباب البطال انشقاقها عن اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، ودعت لإلغاء مسيرة يوم 14 مارس بسبب ما وصفه المنشقون بأنه ''توظيف سياسي لمطالب البطالين البسيطة والمشروعة''. جددت اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، تمسكها بمسيرة يوم الخميس التي باتت حدثا وطنيا بامتياز، فيما خرجت مجموعة جديدة من الشباب البطال في ولاية ورفلة وأعلنت في بيان وقعته عن إلغاء مسيرة البطالين المقرر تنظيمها يوم 14 مارس. وقال أحد مسؤولي المبادرة الجديدة صوالح لخضر: ''لقد قررنا إلغاء المسيرة التي تقرر تنظيمها بسبب تحولها إلى غطاء لتنفيذ أجندة سياسية بعيدة عن مطالب البطالين المشروعة''، وأضاف المتحدث ''نرفض أن تتحول المطالبة بالشغل في الجنوب الجزائري إلى مؤامرة سياسية تستغلها أحزاب سياسية معروفة وجهات أجنبية للعبث باستقرار بلدنا والجنوب''. وأكد أصحاب المبادرة أنهم الممثلون الحقيقيون للبطالين وقد اجتمعوا مساء أمس في حي سعيد عتبة بمدينة ورفلة مع أعيان البلدة ورؤساء جمعياتها وبعض منتخبيها لمناقشة أوضاع المنطقة بعيدا عن ال''التخلاط السياسي وتدخل أطراف لا صلة لها بمعاناة البطالين وسكان الجنوب''. وأضاف أحد مسؤولي هذه المبادرة ''لم نتفق أبدا مع من يسمون أنفسهم لجنة الدفاع عن حقوق البطالين على مطلب إزاحة الوزير الأول، كنا نطالب فقط بالاعتذار للبطالين لكننا فوجئنا بمطلب خارج عن إطار حركة البطالين، وبدأنا نستشعر خطورة هذه الحركة''، وقال السيد صوالح لخضر ''قررنا نحن الممثلين الشرعيين إلغاء المسيرة إلى غاية تنظيم صفوفنا وإبعاد من يرغبون في ركوب موجة مطالب البطالين''، وأكد المتحدث دعم مجموعته لبرنامج رئيس الجمهورية. من جانبه ذكر إيبك عبد المالك، مسؤول لجنة الدفاع عن حقوق البطالين المحلية بورفلة: ''أن الأشخاص الذين أعلنوا عن إلغاء المسيرة لا علاقة لهم بمسيرة يوم الخميس السلمية ولا صلة لهم لا من قريب ولا من بعيد بحركتنا''، وأضاف المتحدث ''نحن الجهة الوحيدة التي يمكنها الآن أن تتكلم باسم البطالين نحن من نظم مسيرة يوم 24 فيفري وقبلها عدة مسيرات، ونحن الوحيدون الذين نقرر مصير أنفسنا ومن وضع الثقة فينا من البطالين المقهورين''. وأشار عبد المالك وهو الرجل الثاني في لجنة الدفاع عن حقوق البطالين إلى أن من يرفض المسيرة هي مجموعة من أدوات الإدارة المحلية وتم تجنيد بعضهم في أروقة ولاية ورفلة من أجل اختراق الحركة لكن دون جدوى، وأضاف ''نحن نمتلك خبرة طويلة في مجال تسيير المسيرات وسننجح في تقديم الصورة الحقيقية لحركتنا السلمية المطلبية''. وقال الطاهر بلعباس، المنسق الوطني للجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين: ''منذ يوم السبت الماضي يحاول بعض أعضاء البرلمان المدفوعين من السلطة اختراق حركتنا وتدمير مسيرة يوم الخميس التي تحولت إلى هاجس بالنسبة لهم، وقد تمكنت الإدارة ومعها بعض المنتخبين من تجنيد مجموعة من الشباب الذين قرروا المغامرة من أجل تدمير المسيرة التي تبقى في موعدها وهي مبرمجة''. وأوضح المتحدث ''تلقينا منذ يوم أمس الكثير من الأخبار حول تحركات هذه المجموعة التي تدعي أنها تمثل البطالين، سنرى في الميدان من يمثل البطالين ومن يمثل معاناة سكان الجنوب''. وحول التحاور مع السلطات قال بلعباس ''الحديث عن الحوار غير مطروح حاليا إلى غاية تحقيق الحد الأدنى من المطالب التي رفعها البطالون وهي الشغل والكرامة، وقبل كل هذا تصحيح الصورة التي يحاول النظام ترسيخها حول حركتنا بوصفنا بالانفصاليين، يجب أن يشاهد العالم كله أننا جزائريون أكثر من أولئك الذين ينهبون خيرات البلد''. ويخوض حاليا أنصار لجنة الدفاع عن حق البطالين من جانب، والمنشقون عنهم من جانب ثان، ما يشبه الحملة الانتخابية لإقناع الشباب من أجل تحقيق المكاسب قبل أقل من 48 ساعة من موعد يوم 14 مارس.