كشفت وسائل إعلام غربية، مؤخرا، النقاب عن مشروع أمريكي لإقامة قاعدة طائرات دون طيار في دولة النيجر، الجارة الجنوبية الشرقية للجزائر، في مشروع ظاهره مكافحة التنظيمات الإرهابية في المنطقة وعلى رأسها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي تنامت تهديداتها في الآونة الأخيرة، ويري فيه البعض مخططا استراتيجيا أمريكيا لضمان تواجد عسكري واستخباري بعيد المدى في الساحل. وحسب عدة وسائل إعلام غربية، فإن اتفاقا تم توقيعه بين الإدارة الأمريكية وحكومة نيامي لإقامة قاعدة إطلاق هذه الطائرات في البلاد، اختار مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية أن تكون في منطقة أغداز شمال البلاد المتاخمة للحدود مع كل من الجزائر وليبيا، في خطوة تدل على أن مجالها العملياتي يمتد لمناطق خارج النيجر ليشمل دول الإقليم. وفي هذا السياق، صرح مصدر في حكومة النيجر أنه لا يمكن أن يحدد المدة التي تستضيف فيها بلاده الطائرات دون طيار الأمريكية، لكن إعلان البيت الأبيض في شهر فيفري الماضي عن نشر 100 فرد من الجيش الأمريكي في النيجر في مهمة استخبارية لجمع المعلومات، وإعلان وزارة الدفاع عن وجود طائرات دون طيار أمريكية في المنطقة دون إعطاء تفاصيل عن الموضوع، جعل وسائل الإعلام الغربية تستنتج أن إدارة الرئيس باراك أوباما بدأت الخطوات العملية لمشروعها العسكري في الساحل، لاسيما مع التصريح الذي أدلى به رئيس النيجر لصحيفة واشنطن بوست من القصر الرئاسي في نيامي، حيث رحب بتواجد قاعدة الطائرات من دون طيار الأمريكية في بلاده، وكانت صحيفة نيويورك تايمز، كشفت قبل أسابيع أن السفير الأمريكي لدى الجزائر هنري انشر، اجتمع مع مسؤولين في البنتاغون للتباحث حول التعاون الاستخباري مع الطرف الجزائري، لاسيما الصور والمعلومات التي تلتقطها الطائرات دون طيار وتقديم طلب للجزائر كي تسمح باستعمال أجوائها. وفي هذا الصدد، أبدى العديد من المختصين الجزائريين في الشؤون الأمنية تخوفهم من أن نشاط الطائرات من دون طيار في منطقة الساحل والصحراء يعرض بلادنا لخطر الاختراق الأمني والتعرض لعمليات تجسس على المنشآت العسكرية والاقتصادية في الجنوب، حيث يوجد عصب الصناعة النفطية الجزائرية تحت غطاء مكافحة الإرهاب.