الابن يطلب إدراج إضافات لم يقلها الوالد والمترجم يرفض الأمر - مدير "دار القصبة" ل"البلاد": لم نتسلم الجزء الثاني ولا أعلم متى سيصدر علمت "البلاد" من مصدر مطلع، أن الجزء الثاني من مذكرات الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد قد يؤجل إلى موعد ليس بقريب مع احتمال عدم رؤيته النور، وذلك بسبب جدل قائم بين نجل الرئيس الراحل وكاتب المذكرات والمترجم المتخصص في الأدب الروسي عبد العزيز بوباكير. ويعود أصل الخلاف، حسب مصدرنا، إلى رغبة نجل الرئيس بن جديد تضمين الجزء الثاني من مذكرات والده ببعض الجزئيات التي قد يكون الشاذلي "قد غفل عنها أو تعمد عدم التطرق إليها". فيما يتمسك كاتب المذكرات بموقفه في عدم إقحام الجزء الثاني منها بأي محطات أو أحداث لم يأت الشاذلي على سردها، وذلك احتراما لرغبته. وبين هذا وذاك؛ يبقى مصير الجزء الثاني من المذكرات معلقا إلى حين تنازل أحد الطرفين عن موقفه من مضمون تلك المذكرات التي لم يثر جزؤها الأول الكثير من الجدل بعد ما يفوق السبعة أشهر عن صدوره، حيث غابت النقاشات بين أفراد "الأسرة التاريخية والثورية"، بينما ذهب مراقبون لتفسير الأمر بالقول إن بن جديد لم يقل شيئا مهما عكس "الهالة الإعلامية والكلامية التي سبقت صدور المذكرات". في السياق ذاته، أوضح مدير "دار القصبة" إسماعيل أمزيان في حديث ل"البلاد"، أنه يجهل تماما موعد إطلاق الجزء الثاني من المذكرات واكتفى بالقول "لست أدري ولا يمكن أن أتكلم عن موعد صدورها وأنا أجهله لأن المذكرات تخضع إلى عملية التنقيح.. وإلى أن تتم العملية سنعلن مباشرة عن موعد صدورها". من ناحية أخرى، كان الجزء الأول من مذكرات الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد الذي صدر عن "دار القصبة" بعنوان "ملامح حياة" ووزع بالمكتبات بتاريخ 28 أكتوبر 2012؛ قد حمل محطات كثيرة حول مسيرة الرئيس النضالي ومشاركته في الثورة التحريرية التي بدأت سنة 1929 وانتهت سنة 1979، إلى جانب الوقوف عند أهم المراحل العمرية للشاذلي بداية بطفولته والتحاقه بجيش التحرير وكيف كان يقصد "السبعة" مجاهدين الذين قاموا بعملية التوعية والتحسيس لجلب أبناء المنطقة للالتحاق بجيش التحرير الوطني. وكان الشاذلي ووالده على اتصال بهذه المجموعة وتفاصيل أخرى عنه وعن رفقائه في الكفاح المسلح، بالإضافة إلى تلك الخلافات التي وقعت بين الحكومة المؤقتة وقيادة الأركان والتي انفجرت في جوان 1961 إثر إسقاط طائرة استطلاع فرنسية والعديد من الأحداث المهمة في حياة الرئيس الراحل.