شوارع بلدية بن مهيدي شهدت عملية مطاردة على طريقة الأفلام البوليسية سلطت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة، أمس، حكما بالإعدام في حق زوجين تورطا في جريمة قتل راح ضحيتها صاحب محل مجوهرات، كان يزاول نشاطه ببلدية بن مهيدي بولاية الطارف، الذي تم الاعتداء عليه باستعمال مطرقة داخل محله، من أجل السطو على كمية من المصوغات الذهبية كانت معروضة في الواجهة الزجاجية لورشته. حيثيات القضية تعود إلى تاريخ 09 جويلية من السنة الماضية، عندما خطط زوج يبلغ من العمر 41 سنة لجريمة الاعتداء على صائغي داخل محله، حيث استعان بزوجته لتنفيذ هذه الجريمة، وقد توجها سويا إلى الدكان الكائن بوسط مدينة بن مهيدي، وتظاهرا بأنهما يريدان شراء مصوغات وحلي، بعد أن أبدت الزوجة البالغة من العمر 33 سنة إعجابها بالمصوغات التي كانت معروضة في واجهة المحل، لكن وما إن توجه "الصائغي" لإحضار المجوهرات المطلوبة أخرج الجاني مطرقة كانت مخبأة في حقيبة زوجته، وضربه على مستوى الرأس، في الوقت الذي سارعت فيه زوجة الجاني إلى غلق البوابة الخارجية للورشة، من أجل السماح لزوجها بجمع كمية من الحلي والمجوهرات بعيدا عن الأنظار، لكن الصدفة شاءت أن يكشف أمر هذه الجريمة من طرف امرأة كانت متوجهة إلى المحل الذي اقترفت فيه الجريمة، بنية استيلام مجوهراتها التي كانت قد طلبتها من أحد أصدقاء الضحية، حيث اصطدمت بصورة بشعة شاهدتها عبر الزجاج الخارجي للورشة، على اعتبار أن الجاني كان بصدد جر جثة المجوهراتي إلى المقصورة الداخلية، وهو ما جعل الزبونة تصرخ بأعلى صوتها طالبة النجدة من الجيران. ليتدخل مجوهراتي ثان يزاول نشاطه في نفس الحي بمجرد سماعه صراخ المرأة، وقد وجد بوابة الدكان مغلوقة، لكنه تمكن من اقتحامها بعدما لجأ إلى كسر الزجاج الخارجي، حيث وجد الجاني منشغلا بجمع المجوهرات، فسارع إلى محاصرته وتهديده، لكن مقترف الجريمة تمكن من الفرار إلى خارج المحل، بينما ظلت زوجته محتجزة في مسرح الجريمة من طرف الجيران الذين قصدوا الدكان، لتشهد شوارع بلدية بن مهيدي إثرها عملية مطاردة على طريقة الأفلام البوليسية وراء الجاني من طرف المجوهراتي صديق الضحية، قبل أن يدخل عشرات المواطنين في هذه العملية، لينجحوا في إلقاء القبض عليه وتوقيفه على مستوى سوق الخضر والفواكه. خلال جلسة المحاكمة، حاولت زوجة المتهم الرئيس التنصل من مسؤوليتها في الجريمة، وأكدت بأنها لم تكن تعلم بأن زوجها خطط لقتل المجوهراتي من أجل السطو على الحلي والمصوغات الذهبية، لكن ممثل الحق العام واجهها بإقدامها على غلق الباب الخارجي للدكان، لتلتمس النيابة العامة عقوبة الإعدام في حق الزوجين، وهي الإلتماسات التي أيدتها هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية، وذلك بإدانة الزوجين بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.