كما كان متوقعا أصدرت محكمة الجنايات الدولية قرارها باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بسبب ارتكابه لجرائم حرب في إقليم دارفور على حد زعم المحكمة،وقبل هذا بأيام انطلقت في لاهاي بهولندا المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري مطلع 2005 ،إنه العالم الحر الديمقراطي الذي يرفض العنف ويعاقب المجرمين على أفعالهم ويحفظ الكرامة الإنسانية من كل متجرئ عليها. وفي مقابل هذه العدالة الرائعة الأخاذة التي تعطي أملا بفجر جديد في العالم كله حرية ومساواة وعدالة،نجد نفس الغرب الحر يكرم الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ويمنحه جائزة نوبل لسلام لدوره الكبير في مجزرة قانا سنة .1996 كما أن عدالة الغرب الحر وأخذه لحق الضعيف من القوي جاءت مباشرة بعد مجزرة غزة التي قتل فيها المئات وذبحوا والعالم يشاهد ،وكلنا يتذكر كيف نقلت الجزيرة والقنوات الفضائية الأخرى القصف الإسرائيلي على الفلسطينيين العزل مباشرة ،فمجزرة الصهاينة لا تنتظر لا لجنة تحقيق أو الشهود لأن الشهود بكل بساطة هم الملايير ممن شاهدو المجازر تل والمذابح في حق الفلسطينيين،ومع هذا يستقبل العالم الحر ويكرم قادة إسرائيل ويصف دولتهم بدولة الحق والقانون وأنها النظام الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط برمته. ربما يكون الرئيس البشير قد ارتكب جرائم حرب في دارفور وربما لا فلأحد يعلم والأمر متشابه،ونحن لسنا ضد العدالة فلينل كل واحد ما يستحق على أفعاله التي هو مسئول عنها .لكن الأكيد هنا أن قادة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ومن قبلهم الرئيس بوش في العراق وأفغانستان قد ارتكبوا جرائم وفضائع ومذابح منقولة على الهواء مباشرة ولا تحتاج لا إلا لجنة ولا هم يحزنون فالمشاهد شاهد .لكن عدالة الاقواياء هذا منطقها وهذه هي منهجيتها تحاسب الضعفاء وتستثني وتراعي من يواليها أو ينتمي إلى منظومتها . أما الكارثة الحقيقية هنا، فهي أن البعض من أبناء الجزائر يؤمن بعدالة العالم الحر أو الغربي ويتغنى بها