كشفت مصادر مطلعة أن المفاوضات التي دارت منذ مدة بين الفرع النقابي لمؤسسة "إسمنت عين التوتة" بباتنة والإدارة قد وصلت إلى طريق مسدود، حيث لم تبد الإدارة موقفا إيجابيا حسب مصادرنا تجاه مطالب العمال المتمثلة أساسا في رفع الأجر القاعدي ولا يستبعد النقابيون الدخول في إضراب عن العمل خلال الأيام القليلة القادمة، علما أن شركة إسمنت عين التوتة تضم وحدات الحصى والرمل ووحدتي بسكرة وتڤرت. وقد رفعت المفاوضات إلى إدارة المجمع الصناعي "إسمنت الجزائر" الذي لم تبد إدارته أية بوادر للموافقة على المطلب الرئيسي العمال الذي يرون أنه متماش مع ما يقدمونه للمؤسسة وأقدميتهم المتفاوتة في العمل فيها. تجدر الإشارة إلى أن المفاوضات مع إدارة الشركة الأم قد شرع فيها منذ مدة طويلة ومست الفروع النقابية لإحدى عشرة شركة تابعة لها. وفي حالة تنفيذ العمال لتهديدات الإضراب، فمن المنتظر أن تشهد مادة الإسمنت ندرة مع ارتفاع السعر وهو ما يهدد المشاريع العمومية التي استفادت منها الولاية والحصص السكنية التي في طور الإنجاز، وهو ما يستوجب على الإدارة حسب العمال مراجعة موقفها تجاه مطالبهم "المشروعة". للعلم فإن النسبة التي تباع للخواص من الإنتاج الكلي للإسمنت بالمؤسسة لا تتعدى ال 12 بالمائة. وبلغت الكمية المخصصة من إنتاج الشركة لولاية باتنة وحدها 496 ألف طن، أي ما يعادل نسبة تقدر ب 41 بالمائة من المبيعات. ويعتبر قطاع السكن بولاية باتنة وعديد الولايات المجاورة من بين القطاعات التي نالت حصة الأسد من إجمالي كمية الإنتاج المسوقة ب 44 بالمائة.