نقلت وكالة رويترز للأنباء عن ما وصفته بالمسؤول الأمني الليبي، قوله إن مدينة "غدامس" المحاذية لكل من الجزائروتونس، أصبحت تعيش خارج سلطة القانون، وتشهد نشاطات مسلحة تقوم بها تنظيمات إرهابية. وأضاف المسؤول الأمني "لا يمكن أن أنكر أن منطقة "غدامس" تجري فيها تحركات لمسلحين، وتهريب للأسلحة، وحتى اقامة معسكرات تدريب، فالمنطقة ليست مؤمنة بالشكل المطلوب". أما عن أسباب هذا العجز في مواجهة التنظيمات المتطرفة، فقد أكد ضابط ليبي في المنطقة الجنوبية أن الجيش الليبي يمتلك طائرات مراقبة، وكذلك العربات العسكرية التي تنتشر على الأرض، لكنها بالمقارنة مع المساحة الشاسعة للمنطقة تبقى غير كافية. ويشهد الجنوب الليبي عموما حالة من عدم الاستقرار، نظرا لعدم تمكن الدولة من بسط سيطرتها على كل المناطق، حيث وجدت القبائل فرصة سانحة لتعزيز نفوذها وقوتها، لكن هذا الأمر كانت له انعكاسات سلبية على السلم الاجتماعي، حيث حصلت مواجهات دموية بين المليشيات القبلية، خصوصا بين "التبو" ذوي الأصول الافريقية، والأخرى ذات الأصول العربية، والتي خلفت ما يزيد عن 150 قتيلا. العامل الآخر الذي زاد من تفاقم الأزمة الليبية هو التدخل العسكري الفرنسي في مالي، والذي وإن ساهم في إضعاف التنظيمات المسلحة في هذا البلد، إلا أنه أدى إلى تصدير المقاتلين نحو الدول المجاورة، وفي ليبيا على وجه الخصوص، والتي رأوا فيها ملاذا آمنا ومناسبا. وتزايدت في الآونة الأخيرة المخاوف من الخطر الذي بات يشكله عدم الاستقرار والانفلات الأمني في الجنوب الليبي على الوضع في شمال إفريقيا والساحل، خصوصا مع ارتباط المنطقة بالعديد من الهجمات الإرهابية التي استهدف أهدافا في الدولة المجاورة مثل اعتداء تيغنتورين في الجزائر، والهجوم على مصنع شركة "أريفا" الفرنسية في شمال النيجر. كما تحدثت تقارير عن علاقة بين مسلحي جبل الشعانبي في محافظة الڤصرين غرب تونس والمحاذية للجزائر، وعناصر الميليشيات المسلحة في جنوب ليبيا، حيث كشفت وزارة الداخلية التونسية يوم الاثنين الماضي عن إلقاء القبض على شخص ليبي على علاقة بالمجموعة الإرهابية المتواجدة بجبال الشعانبي. وقالت الوزارة في بيان صادر عنها إن الوحدات المختصة تمكنت يوم الأحد "إثر عملية أمنية استخباراتية بالجنوبالتونسي" من إلقاء القبض على الليبي الذي تربطه علاقة بمجموعة إرهابية في جبال الشعانبي و"ببعض العناصر الإرهابية في دول الجوار"، وهو ما يؤشر بقوة على الخطر الذي باتت تشكله الحدود الليبية مع الدول المجاورة خصوصا منطقة "غدامس"، التي تلتقي فيها حدود ثلاث دول، والسيطرة عليها من طرف المنظمات الارهابية ستشكل مكسبا استراتيجيا لها على حساب الأمن والاستقرار في شمال إفريقيا.