أثارت الحصيلة الرقمية لعدد الوفيات المسجلة بالجزائر جراء الإصابة ب''فيروس القرن''، المعروف ب ''اتش1ان,''1 والتي حصدت ثماني ضحايا، حسب آخر الإحصائيات المعلن عنها من طرف وزارة الصحة، أمس، مخاوف الشارع الجزائري الذي اجتاحته مؤخرا، موجة هلع غير معهودة بسبب الوتيرة المتسارعة لانتقال عدوى ''أنفلونزا الخنازير'' بين المواطنين، وذلك في ظل تباطؤ العمليات الوقائية المؤجلة إلى غاية استلام الدفعة الأولى من اللقاح المضاد للداء في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، حسب ما أفاد به وزير الصحة. وقد كشفت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، في بيان لها، نشرته على موقعها الالكتروني أمس، عن تسجيل حالة وفاة جديدة بولاية الاغواط، تتعلق برجل يبلغ من العمر، 43 سنة، ليقفز بذلك حجم الوفيات لغاية اليوم، إلى ثماني وفيات في غضون يوم واحد! وأفاد ذات المصدر، عن إحصاء 27 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس القاتل، تم رصدها أول أمس، في كل من الجزائر العاصمة، المسيلة، البليدة، برج بوعريريج، تيزي وزو، غليزان، باتنة، سطيف، بجايةوسطيف، مشيرا بالأرقام، إلى أن ولاية الجزائر العاصمة قد تصدرت قائمة الولايات التي تشهد انتقالا سريعا للعدوى، حيث سجلت 11 حالة، تتعلق بأربع نساء، وثلاثة مراهقين، اثنين في سن 17 سنة، وآخر في 19 من العمر، ثلاثة أطفال، تبلغ أعمارهم على التوالي، 7 ,3 و10 سنوات، وطفلة تبلغ من العمر سنة واحدة. كما تم تأكيد أربع حالات إصابة بولاية المسيلة، تخص -حسب المعطيات التي أوردتها الوزارة الوصية- امرأة تبلغ من العمر 36 سنة، مراهقة تبلغ من العمر 14 سنة، كانت على اتصال دائم بحالة مصابة بالعدوى مسبقا، وطفلة تبلغ من العمر 8 سنوات وشاب يبلغ من العمر 22 سنة عاد مؤخرا من فرنسا. أما ولاية البليدة، فقد أحصت إصابتين بالفيروس، تتعلقان بشاب يبلغ من العمر 22 سنة أصيب بالعدوى جراء اتصاله بحالة حاملة للفيروس، وامرأة تبلغ من العمر 38 سنة، كما تم تسجيل إصابة شابة من ولاية برج بوعريريج، وعجوز تبلغ من العمر 70 سنة، تنحدر من ولاية تيزي وزو، إلى جانب حالتين بولاية غليزان، تتعلقان بامرأة تبلغ من العمر 42 سنة وشاب في 18 من العمر. من جهتها، أحصت ولاية سطيف إصابتين ترتبطان برجل يبلغ من العمر 54 سنة وشاب في 26 سنة، في حين سجلت المصالح الاستشفائية بولاية بجاية، إصابة مراهقة في 17 من العمر، ومراهق آخر بولاية تيبازة. واستنادا إلى حجم الإصابات المذكورة، فقد ارتفع العدد الإجمالي للمصابين من 335 حالة إلى 362 حالة مؤكدة في ظرف قاسي، مع تسجيل ثماني وفيات. وقد أوضحت وزارة الصحة، بخصوص المرأة الحامل التي تبلغ من العمر 32 سنة، أنها دخلت مستشفى وهران في الفاتح من الشهر الحالي بسبب التأكد من إصابتها بأنفلونزا الخنازير، و''قد أنجبت مولودها الذي يخضع حاليا للعلاج الضروري بعد أن اعتبرت حالته الصحية مرضية''، مشيرة في ذات السياق، أن ''الحالة الصحية للأم مستقرة وتخضع لمساعدة جهاز التنفس الاصطناعي''.ولم يجد المواطن الجزائري، وسط التصاعد الرهيب لاحتمالات الإصابة بفيروس ''اتش1 ان,''1 حلا لتفادي انتقال العدوى سوى وضع ''الأقنعة المضادة'' والتجول بها وسط الشوارع، إلى حين ايفاء المسؤول الاول بالقطاع الصحي بوعده الخاص بجلب 900 ألف لقاح مضاد للداء.