طرح ملف ''أنفلونزا الخنازير''، الذي تجاوز تداعيات وباء ''السيدا'' الفتاك، الكثير من الجدل على الساحة الإعلامية وخلق تشرذما بين الشرائح المختلفة للمجتمع الجزائري بسبب خطورته التي أودت ب47 شخصا إلى غاية اليوم، وذلك في ظل الوتيرة المتسارعة لانتقال العدوى من المصابين الذين ارتفعت حصيلتهم نهاية الأسبوع الجاري إلى 764 حالة مؤكدة· وظل الشارع الجزائري، الذي اجتاحته موجة هلع قوية بسبب التداعيات التي صاحبت ''وباء القرن''، حبيس تطمينات وزارة بركات التي انتهجت سياسة التعتيم على مدى أزيد من شهرين فيما يتعلق بقضية ''استيراد الدفعات الأولى من اللقاح''، لتليها مباشرة مسألة ''فاعلية المصل المضاد''، وهو الأمر الذي أفقد وزارة الصحة فرصة نيل ثقة المواطن البسيط الذي يعد ''الضحية'' الأولى من ''تضارب أقوال''، مسؤولي هذه الهيئة·هل سيصدق الجزائريون تطمينات بركات؟ وتمكنت ''البلاد'' خلال جولتها من رصد مواقف الشارع الجزائري بعد انطلاق حملة تلقيح السلك الطبي، أن تقف على بعض الحقائق المثيرة المتعلقة بسبب امتناع المواطن عن الاقتراب من المؤسسات الاستشافئية بنية تلقي اللقاح المضاد· فهل ستعكف وزارة الصحة على تكثيف جهودها لاستيراد الدفعات المتبقية من اللقاح المضاد في ظل إعلان الشارع الجزائري مقاطعة حملات التلقيح؟ ''هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين'' لم يخف (كمال·م)، موظف بشركة خاصة، مخاوفه من التأثيرات الجانبية للمصل المضاد، حيث أكد قائلا ''أنا شخصيا لن أغامر بحياتي، فشهادة المطابقة التي حصل عليها اللقاح بإجماع من المخابر الوطنية الثلاثة لم تقنعني، خصوصا بعد الزوبعة التي أثارتها عملية الاختبار والمعاينة''· أما (سلمى·ح)، معلمة بإحدى متوسطات العاصمة، فقد اعتبرت أن الأمر محسوم لديها، ''بالرغم من إقدام الوزير على تلقي أول حقنة من اللقاح المضاد فور إعلان نتائج فعاليته، إلا أن ذلك لا يكفي لتغيير انطباعاتي حول الموضوع الذي بالرغم من تصدره قائمة الأحداث الراهنة بالوطن، إلا أن الوزارة المسؤولة لم تتعاط مع الملف بالجدية المطلوبة''، مضيفة ''أن الداء حديث والفصل في نجاعة اللقاحات المضادة له تتطلب الكثير من الوقت للمعاينة والفحص، فكيف تمكنت مخابرنا الثلاثة من الفصل فيه بين ليلة وضحاها؟''· أما عمي إبراهيم فقد علق على القضية بالقول ''هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين''، ولم يجد في تفسيراتنا المستندة على إقدام الوزير المسؤول على تلقيح نفسه لطمأنة كافة الشعب الجزائري المصداقية المطلوبة لإقناعه، حيث رد ''من يضمن أنني سأتلقى نفس العينة من المصل الذي حقن به الوزير؟''· لأن ''إتش1إن''1طبخة أمريكية···لن أتلقح وقال (رامي·ط)، طالب بكلية الطب، ''أنا لا أؤمن بما يسمى أنفلونزا الخنازير وأنا أعتبرها مسرحية جديدة نسجتها أمريكا، الدولة القوية، لشد انتباه الدول الفقيرة والسائرة في طريق النمو، وهو يتطابق مع سيناريو 11 سبتمبر، وأنا أراهن أننا ابتلعنا دون هضم العديد من الأطباق المطبوخة على الطريقة الأمريكية دون معرفة مقادير مكوناتها''· أما الحاجة زبيدة، فقد كان لها ما تقول في الموضوع ''إن المطر الذي سيصاحب عمليات التلقيح سيكون مطر سوء أمريكي ولن يسلم أي أحد من آثارها الجانبية ومضاعفاتها الصحية، لذلك لن أتلقح ضد ما تسموه أنفلونزا الخنازير أو أنفلونزا القردة''أما (صوفيا·ص)، إطار بشركة عمومية فقد أسندت موقفها إلى ما جاء على لسان وزير الصحة الفنلندية، قائلة ''أمريكا تخطط لتقليص سكان العالم بدءا من الشرائح المكونة للجيل الجديد، الحوامل والأطفال، عبر تبني أسلوب مناف للحرب، بل يعتمد على مبدأ التخطيط وامتلاك المعلومات للوصول للهدف مع جني الأموال''، أما (أمين·م)، طالب بكلية الاقتصاد فقد أكد أن ''أنفلونزا الخنازير أكذوبة صنعتها أمريكا من أجل تسويق الدواء وذلك لتجفيف منابع وثغرات الخسارة المترتبة عن أزمتها المالية والاقتصادية''·