ذكرت مصادر إعلام غربية أن دول منطقة جنوب الصحراء تتجه إلى تشكيل قوة أمنية مؤلفة من رجال القبائل الصحراوية تعهد إليها محاربة تنظيم ما يعرف ب''تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' في دول الساحل وخصوصا موريتانيا ومالي، وهذا بمشاركة الجيوش النظامية، على أن تعهد مهمة تسليح وتدريب العناصر إلى الجزائر حسب ما ذكرته المصادر ذاتها. وتشير المعطيات الميدانية إلى أن دول الصحراء، بالإضافة إلى الجزائر، تود تعزيز جهود مكافحتها لإمارة القاعدة بالصحراء باعتماد نموذج شبيه بعناصر ''الباتريوت'' وعناصر الدفاع الذاتي التي أنشأتها الجزائر لمحاربة عناصر ''الجيا'' ومن بعدها ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''. وأثبتت نجاعتها كون العناصر تلك كان لها كره شديد للعناصر الإرهابية لما لحق بها من أذى، وكذا معرفتها للمنطقة الجغرافية كون أغلبية عناصرها اشتغلت في مناطق تعرفها عكس الوحدات النظامية للجيش. كما أن تشكيل تلك الوحدات لا يشكل عبئا ماليا على الدول لبساطة التسليح التي تحظى به وتكوينها العسكري القصير جدا. ويأتي توجه الجزائر وجيرانها بالجنوب إلى هذه الحل نتيجة جزم ملاحظين دوليبن بأن ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' أو ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' في طريقها إلى الأفول وستحول نشاطاتها إلى منطقة الساحل لخلق منظمة إرهابية جديدة اسمها ''القاعدة في الساحل الإسلامي''، أي في المنطقة التي تضم مالي وموريتانيا والنيجر والجزائر، حيث توجد عناصر ''القاعدة'' بغض النظر عن تسمياتها. وهذا التواجد أصبح يقلق الممثليات الدبلوماسية والسفارات الغربية في المنطقة كلها، فضلا عن محاولات الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي حشر أنفيهما فيما يحدث بهذه المنطقة تحديدا. وفي هذا الشأن يقول الجزائري إلياس بوكراع، نائب مدير المركز الإفريقي للأبحاث حول الإرهاب الذي يموله الاتحاد الإفريقي، ''لا يوجد شيء اسمه القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يوجد ما اسمه القاعدة في بلاد الساحل الإسلامي''. ويعلل المحللون هذا الاتجاه العام لدى المنظمة الإرهابية بزيادة اختطافات الأجانب والسياح وأعضاء في المنظمات غير الحكومية في هذه المنطقة بالذات وخصوصا في موريتانيا. وتتحدث مصادر غربية وتحاليل في الشأن الأمني عن قلة التواجد الأمني في بعض مناطق الساحل، مقابل وجود مناطق غنية بالبترول والغاز واليورانيوم وطاقات طبيعية أخرى تثير لعاب الشركات متعددة الجنسية في ذات المنطقة. وبدأت هذه الشركات والسفارات الغربية تثير سيناريو تحول ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' إلى ''القاعدة في الساحل الإسلامي'' في ترتيب لا يبدو عاديا من حيث الترويج للفكرة هذه خصوصا أن ربط المنطقة ب''الفقر الأمني'' والغنى ب''الثروات الطبيعية'' ربطا تسيل منه روائح مسلسل أمريكي يراد له أن يكون في منطقة الساحل عبر قاعدة أمريكية رفضتها الجزائر في وقت سابق.