أسرت مصادر طبية في اتصال ب''البلاد''، أن مخبر ''جي.أس.كا'' الكندي، المصنع للقاح ''اربارنيكس'' المضاد لفيروس ''اتش1ان''1 والمستورد من طرف الجزائر، تبنى إستراتيجية الدفاع عن منتوجه اللقاحي لضمان مصالحه التجارية، بعد أن فشلت وزارة الصحة في إقناع السلك الطبي بتطليق العزوف الذي رفعوه تجاه حملات التلقيح ضد الداء، حيث أكد خبراء من المخبر الكندي خلال ''الندوة السرية'' التي جمعتهم صباح أمس بمهنيي الصحة في فندق الهيلتون. أن ما يروج حاليا ''هو إشاعات مغرضة وعلى الأوساط الطبية أن تطمئن من سلامة المصل المضاد على أساس أن مكوناته الكيميائية غير مضرة بالقدر الذي ألهبته بعض الأطراف هنا بالجزائر''. وكشف مصدرنا أن الشروحات والتحليلات المقدمة من طرف المخبر كانت تقنية وعلمية بحتة، وجهت بالدرجة الأولى لفئة الأطباء والمختصين في القطاع الصحي، معتبرا أن ''الهدف المنتظر من هذه المبادرة هو إقناع الشريحة الأكثر تأثيرا على الشارع الجزائري، بتغيير المواقف والذهنيات والتخلص من الشوائب المترسبة عن التداعيات التي حامت ولا تزال على لقاح أنفلونزا الخنازير وذلك من أجل ضمان عدم كساد المنتوج الذي أنتج منذ ظهور فيروس أنفلونزا الطيور''. وقد تناقضت تصريحات المخبر الكندي مع تلك التي نشرها في وقت سابق حول خطورة المصل المضاد ''اتش1ان''1 والتي حذر خلالها من وجود مادة تسبب مضاعفات خطيرة في اللقاح، وبالتحديد على فئة النساء الحوامل والأطفال دون 9 سنوات لعدم وجود دراسات عميقة تنفي وجود آثار غير مرغوبة على المدى البعيد. كما تناقلت العديد من الصحف البريطانية، أن حملة تلقيح السلك الطبي بالمصل المصنع من طرف نفس المخبر الكندي لم تكن موفقة وأن ثلث مهنيي الصحة هناك أبدوا مقاطعتهم التامة لأخذ الحقن المضادة للفيروس المميت، لذلك وجه العديد من الأطباء المشاركين في الندوة التي عقدت صباح أمس، دعوة لممثلي ''جي.أس.كا'' إلى ضرورة إقناع عمال الصحة ببريطانيا الذين أكدوا أن المضاعفات الخطيرة للقاح ''اربانيكس'' قد تصل إلى عتبة ''موت'' متلقيه قبل التوجه إلى نظرائهم بالجزائر. وقد منعت الصحافة من تغطية اللقاء الذي جمع ''جي.اس.كا'' بعمال الصحة، بحجة أنه سيتم تناول ملف ''اللقاح المضاد ل''اتش1ان''1 بلغة علمية بحتة لا يفهمها الصحفيون، بالرغم من أن الكثير منهم قد تخصصوا في قطاع الصحة ومطالبين بالتعمق في المواضيع الصحية المثيرة للجدل، على غرار ''ملف أنفلونزا الخنازير''.