من المقرر أن يلقي خطابا بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات غداة الفضيحة الكبرى في مؤسسة ''سوناطراك'' يرتقب أن يحل الرئيس بوتفليقة بولاية وهران في الرابع والعشرين من الشهر المقبل في زيارة إلى هذه الولاية تزامنا مع الاحتفال بذكرى تأميم المحروقات حسب ما نقلت بعض الجهات عن مصادر محلية مسؤولة في وهران. وحسب المصادر ذاتها فإن الرئيس بوتفليقة سيلقي خطابا من عاصمة الغرب الجزائري يرتقب أن يتطرق فيه إلى فضيحة الفساد المالي التي هزت أركان المؤسسة البترولية في الجزائر والتي أسفرت عن توقيف الرئيس المدير العام ل''سوناطراك'' محمد مزيان وملاحقته قضائيا بوضعه رهن التحقيق رفقة بعض أبنائه بشبهة التورط في إحدى أكبر فضائح الفساد المالي على مستوى الشركة الأهم في الجزائر، إذ تشكل مداخيل ''سوناطراك'' بالعملة الصعبة حوالي % 98 من مجموع مداخيل الجزائر. وقد قارب حجم مداخيلها هذه السنة 45 مليار دولار. ويرى مراقبون أن الرئيس بوتفليقة سيعلن خلال زيارته المرتقبة عن جملة من القرارات الحاسمة بخصوص ملف محاربة الفساد على كافة مستويات هياكل ومؤسسات الدولة، خاصة وأن ارتدادات فضيحة ''سوناطراك'' أحدثت تذمرا كبيرا في الأوساط الشعبية في ظل تنامي ظاهرة الفساد النوعي وعلى مستويات عليا في الجزائر، وهو ما يعني أن الرئيس بوتفليقة سيحاول استباق الغضب الشعبي من خلال إجراءات صارمة قد يعلن عنها تعزيزا لإجراءات مكافحة الفساد المالي والتي لن تكون هذه المرة في نظر المراقبين قانونية صرفة لأن القوانين الجزائرية على طابعها المتقن بقيت عاجزة عن تجفيف منابع الفساد الكثيرة في البلاد انطلاقا من فضيحة الخليفة مرورا بقضية عاشور عبد الرحمان ومحافظة السهوب وانتهاء بالبقرة الحلوب التي تدر العملة الصعبة على خزينة الدولة، وهي القضايا التي كشفت كلها عن فساد طال أموالا تعد بالأرقام الفلكية وذلك بالنظر لاعتبارات عديدة لن تصمد برأي المتتبعين للشأن الجزائري أمام الإفراج عن اليد المغلولة للعدالة الجزائرية . وبرأي المتتبعين فإن الرئيس بوتفليقة سيكون في ولاية وهران أمام وضع لن يقبل منه غير إشهار سيف الحجاج في وجوه الفاسدين والمفسدين في الجزائر، أملا في استعادة هيبة رسمية نال منها الإرهاب الجديد الذي تعاني منه الجزائر وأضحت بسببه تصنف وفق تقارير المؤسسات العالمية المراقبة لشفافية التعاملات الاقتصادية والتجارية للدول من بين أكثر الدول فسادا باحتلالها مؤخرة الترتيب من حيث الشفافية بمرتبة واحدة مع فساد نظام مبارك.