في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى المؤسسات التربوية، وقفت أمس أمام محكمة الحراش معلمتان وجها لوجه مع مدير ابتدائية أحمد توفيق المدني يتبادلون التهم بعد أن تعودت المحكمة على تأسسهم في غالب الأحيان أطرافا مدنية جراء المساس بهم من قبل التلاميذ أو أوليائهم، وقد تأسست المدرستان ضحايا سب وشتم اتهمتا فيها المدير الذي أكد أن الشكوى كيدية وجاءت على خلفية فرضه الانضباط والصرامة في المؤسسة التي كانت تشهد تسيبا وحرمان الضحايا من منح بعد رفضه مضاعفة نقاط المردودية. مدير الابتدائية أحمد توفيق المدني أكد أنه ضحية في قضية الحال باعتبار أن متابعته جاءت عقب معارضته لطلب المعلمتين الضحيتين زيادة نقاط المردودية، هذا ما جعل الأستاذتين تثوران عليه وتتهجمان عليه في مكتبه الخاص، وهما في نرفزة شديدة اعتراضا على تصرفه الذي حرمهما من المنحة الخاصة التي تقدم للمعلمين حسب نقاط المرد ودية، مؤكدا أنه منذ إحتاله على المنصب وهو يتلقى مضايقات من طرف الأساتذة كونه فرض الصرامة في تسيير المؤسسة بمعاقبته لكل مخالف للقانون المدرسي، خاصة أن المؤسسة كانت تعرف تسيبا قبل مجيئه وأن الأساتذة يغتنمون فرصة غيابه ويقومون بتسريح التلاميذ قبل الوقت، كما كثرت غياباتهم، وتأخيراتهم وهو ما لم يتقبله المدير حسب الدفاع، وطالبهم بالانضباط واحترام قوانين المؤسسة التربوية، ليجد نفسه محل متابعة على أساس السب، حيث اقترح عليهم الشكوى لدى المصالح المختصة ''المفتشية التروبوية'' بعد احتجاجهم على إنقاص نقاط المردودية لكن شكواهم كانت على مستوى العدالة في وقت رفض هو تقديم شكوى ضدهما، غير أن المعلمتين أكدتا تعرضهما للسب والإهانة من قبل المديرئ رغم أقدميتهما في المؤسسة، حيث أنهما تزاولان مهمامهما التربوية منذ 15 و30 سنة وطالبتا بدينار رمزي تعويض حسب ما ورد على لسان الدفاع، فيما استبعد دفاع المتهم التهمة عن موكله والتمس البراءة التامة، وقد طالب وكيل الجمهورية في حق المدير 6 أشهر حبسا نافذا في انتظار ما ستقرره المحكمة.