بعد تحقيق طويل دام أياما، تمكنت عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالمسيلة من إلقاء القبض على المشتبه الرئيسي في قتل الشاب المدعو (غ.ل) البالغ من العمر 23 سنة، ويشتغل كتاجر خضر وعثر على جثته مرمية قبل حوالي 10 أيام بمحاذاة الطريق المؤدي إلى الشلال، وبالتحديد بالقرب من المحول الجديد لمدينة المسيلة، وهو مقتول بداخل سيارته من نوع بيجو 404 مغطاة، بعد أن تلقى ثماني طعنات بواسطة سلاح أبيض. وحسب مصادرنا العليمة، فإن الشخص الذي يقف وراء مقتل الضحية يدعى (غ.ح) يبلغ من العمر 23 سنة، تم إيداعه بداية الأسبوع الجاري الحبس المؤقت بمؤسسة إعادة التربية بأمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة المسيلة، عكس زميله (م.م) الذي استفاد من الإفراج بأمر من وكيل الجمهورية. طريقة فك لغز الجريمة والقبض على القاتل، جاء بناء على معلومات تلقتها مصالح الدرك الوطني، مفادها وجود جثة مرمية بداخل سيارة، الأمر الذي حرك هذه الأخيرة التي سارعت إلى فتح تحقيق معمق أسفر عن التحقيق مع ما يقارب 40 شخصا، منهم خمس نساء، من المتعودين على ارتياد المكان الذي وقعت فيه الجريمة، حيث تم التركيز على جميع مكالمات الهاتف النقال للضحية، سواء تعلق الأمر بالمكالمات الواردة أو الصادرة التي تلقاها أثناء قبل أو بعد تنفيذ الجريمة بدقائق أو ساعات، قبل أن يتم الاشتباه في ابن عمه الذي حاول تضليل المحققين أثناء تستجوابه، بعد أن ادعى أنه غادر تراب الولاية باتجاه ولاية بسكرة والعودة في اليوم الموالي، خاصة أنه حاول استعمال أسلوب المراوغة والخداع، عندما راح يسلم نفسه لمصالح الشرطة بعد تورطه في وقت سابق في قضية سرقة، وذلك كله من أجل إبعاد جميع الأدلة التي تدينه، خاصة بعد تمسكه بالنفي وعدم وقوفه وراء الجريمة عند الاستجوابات الأولى. لكن المتهم ومن سوء حظه وبعد مواجهته بالقرائن وإصرار المحققين، تراجع عن نفيه الذي تمسك به في المرة الأولى وراح يقر بصحة وجوده رفقة الضحية قبل مقتله، موجها الاتهام لشخص آخر يدعى (م.م) ولأشخاص آخرين، وهي الاعترافات التي رأتها الجهات الأمنية والقضائية كافية لإدانة المتهم الذي وجهت له تهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، مع استفادة المتهم الثاني من الإفراج، في الوقت الذي لاتزال فيه الأسباب الحقيقية التي كانت وراء ارتكاب الجريمة غير معروفة، خاصة أن خبر رحيل الضحية هز سكان مدينة المسيلة، بالنظر إلى طريقة تنفيذ الجريمة، والأخلاق الحميدة التي يتمتع بها الضحية.