أثار ارتفاع درجة الحرارة نهار أمس، ريبة بين المواطنين بعد تسرب أنباء عن توجه السحابة البركانية نحو الجزائر والدول المتواجدة جنوب البحر الأبيض المتوسط، حسبما ما تداولته قنوات فضائية استنادا إلى تقرير مكتب الأرصاد الأيسلندي الذي أعلن عن وصول الغبار البركاني باتجاه جنوبفرنسا وتوقع وصوله ليلا إلى جبال البيرينية والبحر المتوسط، وهو ما أثار مخاوف شريحة واسعة من المواطنين الذين توجسوا من تأثيرات السحابة البركانية على صحة الإنسان، خاصة بعد تسرب إشاعة تقول إن الغبار الذي تفرزه السحابة يمكنه أن يصيب البشر بأمراض سرطانية. من جهته، أكد الدكتور لوط بوناطيرو الخبير في علم الفلك والجيوفيزياء في اتصال مع فالبلادف أمس، أن تأثيرها سيقتصر فقط على مرضى الربو بسبب الغبار الذي تلقيه. وتنبأ لوط بوناطيرو بوصول السحابة البركانية إلى الجزائر عن طريق دفعها من قبل الرياح وقال فإذا استمر النشاط البركاني الذي تجدد في إيسلندا منذ الأربعاء الماضي، فإنه شبه المؤكد أن تدفع الرياح السحابة البركانية إلى الجزائر وتنتقل من بلد إلى آخرف، لكن بوناطيرو حاول الربط دائما بمدى تواصل البركان الإيسلندي في النشاط وإفرازه لمواد صخرية تتشكل على شكل سحابة، حيث يمكن أن لا تصل السحابة بعد هدوء ثوران البركان''. وذكر مكتب الأرصاد الايسلندي أن سحابة الرماد التي تكونت فوق البركان انخفضت إلى ارتفاع يتراوح بين خمسة وثمانية كيلومترات من ستة و11 كيلومتراً عند بداية الثوران الأسبوع الماضي وأفاد المكتب ''إن حجم صهير البركان يبدو أنه يتضاءل وأن الاضطرابات الشديدة استقرت في وقت سابق وبدا البركان أقل ثورة، وقال ارمان هوسكولدسون المتخصص في علم البراكين بجامعة ايسلندا، ''هناك علامات على انخفاض الضغط وعلى أن الثوران سيكون اهدأ''. وقالت برجثورا ثوربجارناردوتير المتخصصة في علم طبيعة الأرض في مكتب الأرصاد نفسه ''إن استقرار الثوران لا يعني بالضرورة أن البركان بدأ يهدأ'' وأضافت ''قد يستمر الثوران على هذا النحو لوقت طويل تختلف البراكين عن بعضها بعضاً وليس لدينا خبرة كبيرة مع هذا البركان، حيث أن آخر ثوراته كان منذ 200 عام'' وأضافت ''يجب أن نتابعه بعناية لأن كل بركان يثور بشكل مختلف فآخر مرة ثار فيها ظل يهدأ ويثور لأكثر من سنة. وواصل الغبار البركاني انتقاله أمس، باتجاه جنوبفرنسا ويفترض أن يكون وصل ليلاً إلى جبال البيرينيه والبحر المتوسط، حسب الأرصاد الجوية الفرنسية وقال المهندس في الهيئة ميشال دالوز ''إن حزمة الغبار ستصل إلى حدود منطقة فالمتوسط جنوب والبيرينيه جنوب غربف. وأوضح أنها كانت عند الساعة 30,7 بتوقيت غرينتش على محور بوردو جنوب غرب ليون وسط شرق وأشار إلى أن البركان ما زال يقذف حممه وأن انتقال سحابته إلى الجنوب، لا يعنى نهايتها في شمال البلاد. وقال ''الغمامة البركانية يمكن أن تبقى فوق أوروبا.. لا شيء واضح وسنرى بشكل أوضح بعد ظهر اليوم''. وقال دالوز إن هذه السحابة كانت صباح أمس، تتمركز فوق الجزر البريطانية والدول الاسكندينافية وأوروبا الوسطى وغرب روسيا'' وتابع ''أن هذه الغمامة يمكن أن تبلغ ارتفاع 11 كلم، لكنها تتمركز على ارتفاع ستة كيلومترات، أي الارتفاع الذي تحلق فيه الطائرات تحديدا . وكان معهد الأرصاد الجوية الايسلندي توقع أن تستمر الرياح في دفع سحب الرماد البركاني باتجاه أوروبا خلال الأيام الأربعة أو الخمسة المقبلة، وقال تيتور اراسون، خبير الأرصاد المناوب في المعهد، ''سيستمر اندفاع هذه السحب باتجاه بريطانيا واسكندنافيا'' وأضاف ''هذه هي التوقعات العامة على الأرجح للأيام الأربعة أو الخمسة المقبلة وتفاقم شلل حركة النقل الجوي أمس، في مختلف مناطق شرق أوروبا وشمالها، حيث مددت العديد من البلدان إجراء إغلاق مجالاتها الجوية بسبب سحابة الغبار البركاني الهائلة الناجمة عن حمم لفظها البركان.