اتهم المترشح السيد محمد جهيد يونسي أول أمس الحكومات المتعاقبة بالفشل في تحقيق التنمية، وأوضح أن الأزمة التي تعاني منها البلاد في الوقت الحالي هي نتيجة سياسات خاطئة ارتكبها سياسيون خاطئون مما أدى الى تراكم الفشل وتسلل اليأس الى قلوب وحياة الجزائريين. وقد نشط السيد يونسي أول مهرجان شعبي في إطار الحملة الانتخابية بقاعة محمد توري بالبليدة استعرض خلاله تصوره للخروج مما أسماه الوضع المتأزم في البلاد وحسبه فإن المشروع الذي يحمله جاء "رسالة أمل في وقت تسلل فيه اليأس الى قلوب الجزائريين وأصبحت الحرقة والارتماء في أحضان الموت حلم العديد من الشباب" مضيفا انه "حان الوقت لأن يستعيد هذا الشعب عافيته وأمنه وثقته في نفسه". وذكر المترشح أمام مناضليه أن برنامجه الذي جاء تحت شعار "فرصتكم للتغيير" يرمي إلى إحداث "قطيعة كاملة مع ممارسات الماضي" ويريد تغيير الوضع الحالي نحو "وضع كان يحلم به الشهداء والمجاهدون حيث يسود الدولة العدل وحماية الحقوق والحريات". وأبرز في السياق أن مشروعه "أساسه هوية وثوابت الأمة والرفع من شأن المواطن" مشيرا الى أن برنامجه الانتخابي يقدم في هذا الإطار "200 إصلاح لمعضلات الجزائر". ولدى تحليله للوضع في الجزائر شكك السيد يونسي في "الأرقام والإحصائيات التي تقدم حول التطور الاقتصادي والاجتماعي". وحذر من جهة أخرى من الامتناع عن التصويت في الانتخابات القادمة ودعا الى الإقبال بكثافة على مكاتب الاقتراع "من أجل إحداث التغيير" المنشود. وأكد المترشح أن برنامجه يجسد "التكامل والتوازن" بين مختلف القطاعات مشيرا إلى أن هذا المشروع "يتناسب مع كافة شرائح الشعب الجزائري". واعتبر الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني في هذا السياق أن الإسلام "كنز يمكن له إسعاد الجزائريين والبشرية" مؤكدا على ضرورة أن تأخذ اللغة العربية مكانتها في العالم. ومن بين محاور برنامج حركة الإصلاح الوطني أيضا ضرورة "فتح المجال السياسي والإعلامي والحريات الأساسية بما يسمح بممارسة العمل السياسي عموما بكل حرية". وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي أوضح السيد يونسي أن حزبه يشجع الاستثمار الوطني والخارجي قائلا ب"أننا سنشجع الاستثمار الخاص من خلال توفير كل الإمكانيات له". وفي الأخير دعا السيد يونسي المترشح الحر السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى مناظرة تلفزيونية لمناقشة برنامجيهما الانتخابيين "بكل شفافية وأمام الملأ". وكان مرشح حركة الإصلاح الوطني استهل حملته الانتخابية عبر جولة قام بها في شوارع القصبة وزار المبنى الذي استشهد فيه علي لابوانت ورفقاؤه خلال معركة الجزائر في 1957 وهو المبنى الذي تحول الى متحف "حتى لا تنسى الذاكرة التاريخية لهذا الشعب البطل". وأكد السيد يونسي ان اختياره لهذا المعلم التاريخي جاء "تيمنا بالدماء الطاهرة التي سالت في هذا المكان الطاهر والتي رسمت الطريق لجزائر اليوم المستقلة". وأوضح ان هؤلاء الشهداء الذين حرروا الوطن لا زال أحفادهم يحفظون البلاد من أي سوء مؤكدا أنهم "نواة هذا الشعب الأبي الشامخ". وفي حديثه عن الشباب أشار المرشح الى ضرورة نفض الغبار عن هذه "الثروة الكبيرة" التي تملكها الجزائر مضيفا ان هذا الشباب "الذي يقال عنه اليوم الحراقة هو نفسه الذي هب واقفا ملبيا النداء كلما طلبه الوطن". وقد كانت الوقفة الثانية للمرشح، جامع كتشاوة حيث تبادل أطراف الحديث مع الشباب الذين طلبوا منه النظر الى مشاكلهم وقد جاءت هذه الوقفة حسبه للتذكير بجرائم المستعمر الذي حول هذا المسجد والمعلم التاريخية الى إسطبل للحيوانات. هذه الوقفة كانت ايضا للتأكيد على ان الجزائر مسلمة عربية امازيغية وأن جرائم فرنسا لن تنسى إلا ب"الاعتذار الصريح والواضح للشعب الجزائري" موضحا أن مشروعه الانتخابي "يصب في محاربة النسيان". كما جال المترشح بشوارع ساحة الشهداء وزار قصر الرياس الذي اعتبره السيد يونسي رمزا من رموز سيادة الجزائر على البحر الأبيض المتوسط وأشار الى أن مشروعه يهدف بالدرجة الأولى الى إعادة للجزائر هيبتها وسيادتها على المستوى المغاربي والمتوسطي.