في السنة الفارطة، احتضن مستشفى بني مسوس أشغال الملتقى الدولي الأول حول ''الشخير'' وهو مرض تنفسي، تطوعت الجزائر باحتضانه خدمة للشخير العالمي. وبغض النظر عن توصيات ذاك المؤتمر ''المعولم''، والتي لم تخرج طبعا عن دراسة وضعيات ''وسادتنا'' الخالية، فإن المؤتمر كان فعالا وناجحا بعد ما شرّع الباب أمام الباحثين لاكتشاف آفاق ''شخيرية'' أخرى، كان من نتاجها أن صدرت قبل أيام دراسة ميدانية حديثة عن تفاقم إصابات الاختناق أثناء النوم، والدراسة تعني ''النوم'' والاختناق الجزائريين طبعا.. الاختناق أثناء النوم هو آخر ''البلاوي'' المضافة إلى رصيد موتنا المتعدد الملامح و''المذابح'' فهذا الكائن الجزائري العملاق والذي تنفخ فيه خطابات الساسة صفة العظمة والسؤدد، عايش في زمن ''النوم'' والتنويم الرسمي كل أنواع توقف ''النبض''، فمن موت ''السكتة'' القلبية والدماغية إلى موت ارتفاع الضغط وطفو الزيت بسبب ''ربراب'' السكر أو بعلة ''رباربت'' السياسة والاقتصاد، مرورا بطوفان ''الحرفة''، ناهيك عن البقية الباقية من مشتقات أعواد الثقاب واتحادها مع ''المبنزنين'' ممن عجزوا عن مسايرة أننا بلد ''العزة والكرامة'' بلا منازع.. ولا مزارع ..الحكومة المصابة بأزمة ''شخير'' عام والتي اهتدت إلى إيقاف موت ''الحرفة'' بسن قوانين مُجرّمة لفعل ''راها ليكم'' مفروض عليها أن تمدد قانون التجريم لتخرجه من البحر إلى غرف النوم. فمادام الاختناق لم يعد مصدره حبلا، كما أن الغرق لم يعد مصدره بحرا، بعدما وصل الأمر إلى الاختناق أثناء النوم بسبب ''القنطة''، فإن أحسن مخرج لمعضلة ''الحرفة'' من غرف ''النوم'' وعبر الوسادات الخالية أن يعمم قانون يحظر الاختناق إلا بتصريح رسمي مسبق. والنتيجة كما ترون أنه زمن الاختناق وللمواطن ''الهمام'' حرية اختيار الوضعية ففي النوم مختنق وفي الغفو مختنق.