بدأت حمى التسابق للظفر بأحد المناصب في المجلس الشعبي الوطني في إطار تجديد الهياكل بين نواب التشكيلات السياسية الممثلة في الغرفة السفلى التي ستجرى الشهر المقبل طبقا للنظام الداخلي للمجلس. وإن فضلت معظم الأحزاب عدم الخوض في المسألة لأن الأمر بحسبهم يعد سابقا لأوانه، إلا أن المؤشرات المبدئية تدل على أن تنافسا كبيرا سينطلق داخل الأحزاب المعنية خصوصا تلك التي تحظى بنسبة تمثيل محترمة داخل البرلمان، وعلى رأسها حزب الأغلبية النيابية الذي سيكون أمينه العام عبد العزيز بلخادم أمام اختبار جدي بمثابة استفتاء على خياراته في المكتب السياسي المنبثق عن اجتماع اللجنة المركزية نهاية أفريل المنصرم، بحكم أن كلا من محمد عليوي رئيس لجنة الدفاع الوطني، وعبد الحميد سي عفيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية، والعياشي دعدوعة رئيس المجموعة البرلمانية، ممن يشكلون ركائز المكتب السياسي للحزب سيكونون معنيين أكثر من غيرهم بالحفاظ على مواقعهم في هيئات البرلمان لإثبات وجود توافق على تعيينهم في عضوية المكتب السياسي. وإن كان الاتجاه العام يتجه إلى تكريس نهج الاستقرار والاستمرارية في هياكل الغرفة السفلى بحكم مواقعهم في القيادة السياسية للحزب. أما التجمع الوطني الديمقراطي فيرتقب إعادة تجديد الثقة في رئيس المجموعة البرلمانية مليود شرفي بحكم الثقل السياسي للرجل داخل المكتب الوطني للأرندي وقربه الكبير من أمينه العام أحمد أويحيى، إضافة إلى نشاطاته الكثيرة داخل القبة السفلى، على أن تكون باقي المواقع خاضعة لحسم الصندوق وإن كان ما يميز الأرندي في ظل قيادة أويحيى هو حالة الانضباط الحزبي لدرجة الانصياع ''لكل الأوامر التي تنزل من مقر الحزب ببن عكنون''، في حين أن الأمور في بيت حركة مجتمع السلم تبدو عادية بحكم التقاليد التي دأبت حمس على تكريسها في الغرفة السفلى من خلال التداول بالرغم من الهزات الأخيرة التي شهدتها الكتلة النيابية للحزب على خلفية انشقاق جماعة عبد المجيد مناصرة. أما حزب العمال فإن القبضة الحديدية لأمينته العامة، لويزة حنون، بعد الهزات التي عاشتها في ظل النزوح البرلماني لنوابه باتجاه الأحزاب الأخرى يدفعها للتمسك بالمقربين في الهياكل التي تحوزها، وعليه فإن أي سيناريو مستبعد خارج ما تقرره حنون. وهو السيناريو المرتقب في بيت الجبهة الوطنية الجزائرية بعد أن بسط موسى تواتي نفوذه على نوابه بعد الزلزال الذي هز الكتلة البرلمانية ضد الرئيس الحالي للكتلة عروس العيد، وهو ما يتكرر في بيت حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (الأرسيدي) الذي يكرس زعيمه منذ تأسيسه القبضة الحديدية في كل القناعات والخيارات بما فيه المواقع القربية من الريوع.