كشفت صحيفة ''واشنطن بوست'' في عددها الصادر أمس اليوم أن وكالة المخابرات الأمريكية الوكالة سبق لها أن وضعت مؤامرة خلال التخطيط لغزو العراق عام ,2003 كانت ترمي من ورائها إلى شن حملة لجلب العار للرئيس العراقي صدام حسين من خلال التخطيط سرا لإغراق العراق بشرائط فيديو مزيفة، تظهِر الرئيس العراقي الراحل في وضعيات مخلة بالحياء. وتوقع المراقبون أن تثير هذه الفضيحة مصدر حرج كبير لوكالة ''سي آي إيه'' في وقت بدأ يطالب فيه الرئيس باراك أوباما بتنظيف سمعة الوكالة بعدما حَظر أساليب الاستجواب القاسية التي كانت تستَخدم في إطار ''الحرب على الإرهاب'' إبان فترة الرئيس جورج بوش. وأوضحت الصحيفة أن المخابرات الأمريكية وضعت في هذا الإطار مجموعة من الأفكار لتشويه سمعة صدام حسين في نظر شعبه، وكانت حيلة ''الشريط المزيف'' واحدة من الطرق التي كانت تعتزم تنفيذها، بحسب ما أكده اثنان من المسؤولين السابقين ب''السي آي إيه'' ممن كانت لديهم دراية بذلك المشروع. ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن أحد هذين المسؤولين قوله ''كان من المخطط أن يبدو المقطع المصور كما لو كان قد تم التقاطه في الخفاء بوساطة كاميرا. وكان الأمر سيبدو وكأنه تصوير سري لجلسة جنسية، ومن ثم إغراق العراق بتلك المقاطع''. كما كانت هناك فكرة أخرى تقضي بأن يتم قطع البرامج التلفزيونية العراقية لبث نشرة إخبارية وهميّة، يقوم فيها أحد الممثلين بلعب دور صدام حسين، ليقوم بالإعلان عن تنحيه لصالح ابنه عدي. وتشير الصحيفة هنا كذلك إلى أن مكتب الخدمات التقنية التابعة للوكالة الاستخباراتية قد تعاونت في صياغة تلك الأفكار التي اشتملت أيضا على إدخال رسائل وهمية في الجزء السفلي من الشاشة في نشرات الأخبار العراقية، وهي الحيلة نفسها التي كانت تعتزم الوكالة انتهاجها أيضا مع زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، حيث تبين، حسب ''واشنطن بوست''، أن المخابرات الأمريكية صممت بالفعل مقطعا مصورا، يُظهر أسامة بن لادن ورفاقه، وهم جالسون حول شعلة من النار، ويحتسون زجاجات من الخمور، ويتلذذون ب''مغامراتهم'' مع مجموعة من الصبية، حسب ما ذكره أحد المسؤولين السابقين بوكالة الاستخبارات المركزية، الذي أضاف قائلا ''تم اختيار الأشخاص الذين ظهروا في ذلك المقطع من بعض الموظفين الذين يعملون معنا ويتميزون بكون بشرتهم داكنة''، بينما كشف المسؤول الثاني عن أن جميع تلك المشروعات قد توقفت لعدم الاتفاق بالإجماع على إقرارها. وتابع بقوله ''واجهنا أيضا معارضة شديدة من جانب جيمس بافيت، رئيس قسم العمليات آنذاك في الوكالة، وكذلك من نائبه، هيو تيرنر، وكانت تلك الأفكار مثيرة للسخرية بكل وضوح؛ فقد تم اقتراحها من طرف أناس قضوا حياتهم الوظيفية في أمريكا اللاتينية أو شرق آسيا، دون أن يكون لديهم دراية بالظلال الثقافية للمنطقة''. ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن مسؤول ثالث سابق ب''السي آي إيه'' اتفاقه على هذا الرأي، حيث قال إن ''تصوير صدام وهو يلعب مع صبية لن يكون له أي صدى في الشرق الأوسط، ولن يتهم أحد، وبمحاولتنا شن مثل هذه الحملة، سوف يتضح أن هناك سوء فهم تام للهدف المقصود''.