ارتفعت وتيرة الخلاف بين الدولتين الحليفتين، الولاياتالمتحدة وبريطانيا بسبب ملف العراق ، وزادت الانتقادات المتبادلة في ظل الفشل الذي يواجههما في هذا البلد. فقد شن السياسيون والعسكريون البريطانيون حملة انتقادات ضد واشنطن ردا على انتقادها لأداء القوات البريطانية في جنوب العراق . و في لهجة شديدة ، انتقد اللواء مايك جاكسون، قائد القوات البريطانية إبان الغزو بشدة الولاياتالمتحدة بسبب الطريقة التي عالجت بها الوضع في العراق ، مشيرًا إلى أن إدارة المؤسسة العسكرية هي المسؤولة عن الفوضى الحاصلة اليوم في بلاد الرافدين . ووصف القائد السابق لهيئة الأركان العامة البريطانية حسب مقتطفات من مذكراته نشرتها صحيفة "دايلي تليغراف" السبت الطريقة التي انتهجها وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد إزاء العراق بأنها كانت "مفلسة فكريا"، مضيفا أن حديثه عن أن القوات الأمريكية ليست مسؤولة عن "بناء الدول" هو "هراء". وقال جاكسون أن رامسفيلد هو أحد أكبر المسؤولين عن الوضع الحالي في العراق لأنه رفض نشر قوات كافية يُناط بها مهمة حفظ القانون والنظام بعد سقوط نظام صدام حسين، واتهمه بتجاهل الخطط المفصلة التي وضعتها وزارة الخارجية الأمريكية بشأن كيفية معالجة الوضع عقب انتهاء الحرب. ويوضح أن "قوات التحالف كانت تحتاج لنشر 400 ألف جندي كي تتمكن من السيطرة على بلد بحجم العراق". معتبرًا أن عدم نشر ذلك العدد بعد انتهاء الغزو هو السبب في فشل قوات التحالف في قمع المسلحين بعد 4 سنوات من سقوط نظام صدام. ويضيف الجنرال البريطاني قائلا أنه وعددًا آخر من كبار ضباط الجيش البريطاني عارضوا قرار البنتاغون بتسريح الجيش العراقي في أعقاب سقوط صدام، وهو القرار الذي وصفه بأنه "قصير النظر"، مشددا على أنه كان يتعين إبقاء هذه القوات تحت قيادة قوات التحالف. وانتقد جاكسون الرئيس الأمريكي جورج بوش على وجه الخصوص بسبب قراره تسليم إدارة العراق بعد سقوط نظام صدام إلى البنتاغون بدلا من وزارة الخارجية التي أكد أنها كانت قد وضعت خططا لإدارة العراق خلال مرحلة ما بعد انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية .. وفي رأي الجنرال البريطاني ،فان مقاربة الولاياتالمتحدة لمكافحة ما يسمى الإرهاب الدولي "غير مناسبة" وتركز كثيرا على القدرات العسكرية بدلا من الدبلوماسية ومفهوم بناء امة ،على حد قوله .. ومن جهتهما انتقد وزيرا الدفاع ديس براون والخارجية ديفيد ميليباند في مقال نشر في صحيفة "واشنطن بوست" الجمعة واشنطن وقالا ان "دور بريطانيا في جنوب العراق كان موضع انتقادات كثيرة في غير محلها في الأسابيع الماضية" .. وتابع الوزيران "ليس هناك أي تمرد على الحكومة ومؤشرات قليلة على وجود للقاعدة في جنوب العراق حيث أكثر من 90% من السكان من الشيعة". كان مسؤولون الإدارة الأمريكية قد اتهموا الجنود البريطانيين بالفشل في مدينة البصرة واتهموهم بتسليم السيطرة عليها إلى ميليشيات وعصابات خارجة عن القانون، وأنهم يستعدون للرحيل في الوقت الذي تشتد الحاجة إليهم. وكانت بعض القيادات العسكرية البريطانية قد طالبت مؤخرا من رئيس الوزراء ، غولدن براون بسحب القوات البريطانية من العراق ،ولكن براون أعلن رفضه الاستجابة لذلك المطلب .. ليلى.ل