الواقعة غرب ولاية بومرداس التابعة إقليميا لدائرة خميس الخشنة، ذات الكثافة السكانية المعتبرة والمقدرة بحوالي 19646نسمة، وذات الطابع الريفي الجبلي بنسبة تقارب 70 بالمائة، إلا أن عملية التنمية ما زالت تسير بوتيرة ضعيفة. وأعرب سكان بلدية الأربعطاش عن استيائهم الشديد للأوضاع المزرية التي تعرفها البلدية رغم الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها. إلا أن العزلة والحرمان من التنمية تعتبر الميزة والديكور اليومي لسكان البلدية، خاصة من الجانب الصحي، نظرا لنقص التأطير في الأجهزة الطبية بالأخص الحالات الاستعجالية وبعض تخصصات تعاني فيها البلدية من النقص، خاصة طب الأطفال وجراحة الأسنان ما يضطر المواطنين للجوء إلى المراكز الاستشفائية للبلديات المجاورة غلى غرار الرغاية والرويبة. ويعتبر ذوي الأمراض المزمنة وكبار السن الفئة الأكثر تضررا من حالة النقص في قطاع الصحة. ويشتكي سكان الأربعطاش من النقص الفادح في خطوط النقل الرابطة بين البلديات المجاورة، ناهيك عن الغياب الكلي لمحطة لنقل المسافرين على مستوى البلدية، ما اضطر الناقلين إلى اتخاذ أحد الأرصفة كمحطة، الأمر الذي انجرت عنه حالة من الفوضى والازدحام، وشكل عبئا ثقيلا على كاهل المسافرين، فلا توجد هناك أدنى المرافق التي توحي بأن المكان عبارة عن محطة للمسافرين، بالإضافة لانعدام خط رابط بين البلدية وعاصمة الولاية، كما يعاني التلاميذ من نقص وسائل النقل خاصة المقبلين منهم على امتحانات البكالوريا، الذين يتنقلون إلى بلديات أولاد موسى وخميس الخشنة، نظرا لغياب ثانويات على مستوى بلدية الأربعطاش، فهم يضطرون لقطع مسافات طويلة للوصول إلى المؤسسات التربوية. أما من حيث واقع البطالة والتشغيل بالبلدية فيبقى مزريا، حيث يعاني شباب المنطقة من تهميش كبير، نظرا لأزمة البطالة الخانقة التي يعاني منها السكان وخاصة ذوي الشهادات وخريجي الجامعات، مطالبين السلطات عبر منبر ''البلاد'' بانتشالهم من الآفات الاجتماعية التي تهددهم في ظل اليأس الذي يشعرون به. من جهة السكن الاجتماعي، تبقى حصة البلدية ضعيفة مقارنة بحجم الطلب، رغم استفادتها من حصة للسكنات الاجتماعية، وبالنظر للطابع الريفي للمنطقة بنسبة تقارب 70 بالمائة يطالب السكان بتشجيع البناءات الريفية، وعلى العموم تعرف ولاية بومرداس تأخرا كبيرا في مجال السكنات الريفية، حيث شدد وزير السكن نور الدين موسى خلال زيارته الأخيرة للولاية على ضرورة الإسراع في دراسة ملفات السكنات الريفية، الأمر الذي استبشر به خيرا سكان البلدية. كما يعاني السكان من غياب سوق يومي يلبي حاجياتهم من الخضر والفواكه واللحوم باستثناء بعض تجار الأرصفة الذين يتواجدون بقلب المدينة وبالقرب من المسجد والذين يحدثون فوضى ويعرقلون حركة المرور بشكل كبير، بالإضافة إلى المخلفات اليومية التي يتركونها. أما بالنسبة للسوق الأسبوعي فيضطر أغلب السكان للتنقل إلى البلديات المجاورة وبالأخص خميس الخشنة لتوفرها على سوق أسبوعي متكامل يلبي مختلف حاجيات البلديات المجاورة، مثل أولاد موسى وحمادي والأربعطاش. ويبقى واقع السياحة في ذيل الترتيب رغم ما تزخر به البلدية من طبيعة ساحرة تسمح لها باستقطاب مشاريع استثمارية سياحية كبيرة نظرا للغابات والجبال الجميلة التي تملكها والمناطق الرطبة وتوسطها من جهة الغرب والجنوب الشرقي كل من سد الحميز وسد قدارة، بالإضافة إلى المساحات الزراعية الكبيرة والخصبة، ذات الإنتاجية العالية في منتوجي البطاطا والبصل. وفي ظل الواقع المزري للتنمية بهذه البلدية التي تعد من بين أفقر بلديات الولاية، يطالب السكان السلطات بالالتفاتة وإدراج مشروع مناطق تجارية وصناعية لانتشال المنطقة من العزلة والتهميش والفقر، وطرد شبح البطالة عن شباب المنطقة، وتحسين المستوى المعيشي للسكان.