تعاني أغلب محطات النقل الموزعة عبر الجزائر العاصمة من عدة مشاكل حالت دون ضمان راحة المسافر وسلامته، هذه المشاكل التي تمثلت أساسا في انعدام أدنى المرافق العمومية وقدم الحافلات المستعملة، ومشكل اللاأمن الذي بات يؤرق الكثيرين خاصة فئة النساء، وكذا مشكل الاكتظاظ والازدحام الذي زاد الوضع تفاقما، إذ تعرف محطة النقل الحضري بساحة أول ماي اكتظاظا غير عادي لم تشهده من قبل بسبب إقبال عدد هائل من المسافرين. لاسيما الطلبة الجامعيين والمتمدرسين، وذلك راجع للفوضى التي تعم المحطة بسبب أشغال التهيئة التي لم تكتمل لحد الساعة. هذا وتعيش محطة النقل الحضري بساحة أول ماي بالعاصمة وضعية كارثية نتيجة أشغال إعادة التهيئة والترميم التي عرفتها مؤخرا، بعد تدهور وضعية أرضيتها، حيث أعرب جلّ مستعملي المحطة عن استيائهم الشديد من السير البطيء للأشغال ومن حركة المرور الثقيلة، حيث تضطر الحافلات إلى ركنها خارج المحطة وفي مواقع مختلفة، الأمر الذي أهلك المسافرين في عملية البحث عن الحافلة التي يقلها بسبب انعدام لافتات التوجيه وأعوان الحماية فالدخول إلى المحطة المذكورة، أمر صعب على المسافرين بسبب الأشغال التي تشهدها، وصار على روادها البحث خارجها وفي الشوارع المحيطة بها، لإيجاد الحافلة المناسبة للاتجاه الذي ينوون قصده، وهو الوضع الذي حتم على المسافرين تضييع الكثير من الوقت يستغرقونه في رحلة البحث عن المكان الذي توجد به الحافلة التي تنقله إلى الاتجاه المرغوب فيه، بسبب اختلاط الخطوط والوجهات، مع ما تعرفه المحطة من أشغال إعادة تهيئة الأرضية. هذه الفوضى تسببت فيها أشغال تهيئة المحطة باستغراقها مدة طويلة، حولت حركة المرور عبر هذا الطريق إلى معاناة يجبرون على تجرع مرارتها يوميا، خاصة أن الأشغال، التي كان يظن الجميع أنها لن تستمر أكثر من أسبوعين، دخلت شهرها الثالث دون أن تنتهي. فالوضعية -حسب المسافرين- تزداد تأزما وتعقيدا في الشتاء بسبب كثرة البرك، والأوحال المحيطة بها. كما كشف معظم المسافرين على المحطة على صعيد ذي صلة عن تذمرهم الشديد لانعدام المرافق الضرورية كالمراحيض والواقيات والكراسي، ما يجبرهم على تحمل الوقوف لساعات طويلة من الوقت تحت أشعة الشمس اللاذعة وتحت كميات الأمطار المتهاطلة في فصل الشتاء في انتظار وصول الحافلات التي تقلهم إلى اتجاهاتهم المقصودة، الوضع الذي ينجر عنه الكثير من المشاكل ويلحق الضرر بالكثير من المسافرين لاسيما كبار السن الذين لا تقوى أجسامهم على تحمل كل هذا التعب. كما تحولت محطة النقل الحضري المقراني، منذ ثلاثة أشهر إلى ورشة أشغال مفتوحة، علما أن المحطة تضم 15 موقفا وتضمن النقل إلى عدد من الاتجاهات منها بن عكنون، عين النعجة، حيدرة ، بئر مراد رايس. في الوقت الذي كشف فيه مسؤول من البلدية عن أن الأشغال المقامة من طرف مؤسسة ميترو الجزائر كانت غير مضبوطة بشكل جيد مع وجود بعض الاختلالات التي كشفتها عملية إعادة تهيئة المحطة وبالتالي عند الشروع في الأشغال، اكتشف مشكل الأرضية الصلبة وهو الأمر الذي تطلب إزالة الزفت السابق بالنزول إلى مساحة أكثر عمقا فالأشغال سارية وسيتم الإفراج عن المحطة عند انتهاء الأشغال بها.