شهدت العديد من العواصم العربية تحرّكات مكثفة أمس على صعيد القضية الفلسطينية وسط أنباء عن تحضيرات لاتفاق موسّع يشمل هدنة بين المقاومة والكيان الصهيوني فضلاً عن قضايا المصالحة وإعادة الإعمار• ففي القاهرة عرض وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على المسؤولين المصريين موقفه من مقترحي التهدئة والحوار الوطني، في حين يتوقع أن تستضيف العاصمة الإماراتيةأبوظبي اجتماعاً لعدد من وزراء الخارجية العرب وتستقبل العاصمة السعودية الرياض الرئيس التركي عبد الله غول• وقد وصل وفد حماس إلى القاهرة مساء أول أمس برئاسة عماد العلمي عضو المكتب السياسي للحركة وعضوية محمد نصرئوجمال أبو هاشمئوصلاح البردويل حيث انضموا إلى أيمن طه الذي وصل من قطاع غزة إلى القاهرة السبت الماضي• وقد عرض الوفد على رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان موقف حماس من مقترح بدء التهدئة في الخامس من فيفري وبدء الحوار الوطني الفلسطيني في 22 من الشهر ذاته• ومنذ أنئأعلن الرئيس المصري حسني مبارك مبادرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة سعَت القاهرة للتوصل إلى اتفاق للتهدئة يمكن الانطلاق منه إلى فك الحصار وفتح المعابر والتوجه إلى الحوار الوطني الفلسطيني لتوحيد الصف وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من أجل الانطلاق مرة أخرى في العملية السلمية• وكانت القاهرة قد شهدت أول أمس لقاء ثلاثياً بمشاركة مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس إضافة إلى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل دون أن تصدر أيّ تصريحات رسمية توضح ما دار في الاجتماع• لكن بعض التسريبات الإعلامية تحدثت عن التوصل إلى اتفاق شامل يتضمّن حلولاً لكل القضايا من تهدئة ومصالحة وإعادة إعمار فضلاً عن إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وكذلك صفقة يتم بمقتضاها الإفراج عن الأسير الصهيوني جلعاد شاليط• وقالت مصادر إن الفيصل ووزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط سافرَا إلى الإمارات العربية لإطلاع دول مجلس التعاون الخليجي على هذا التصور في اجتماع سيحضره أيضاً وزير الخارجية الأردني• وغير بعيد عن هذه التحركات شهدت الرياض أمس لقاء قمة جمع العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز بالرئيس التركي عبد الله غول الذي استبق الزيارة بالإعلان عن رفض بلاده لسياسة المحاور في المنطقة، داعياً إيران إلى الابتعاد عن هذه السياسة وعدم التدخل ''سلباً'' في القضية الفلسطينية• ومن جانبها رفضت السعودية ''سياسة الاستقطاب'' التي بدأت تظهر في الشرق الأوسط إزاء الخلافات بين الفلسطينيين، وقال بيان لحكومتها أول أمس إن أفضل سبل المقاومة ''هو ما يوحّد الشعب الفلسطيني'' ويضمن ''الحقوق المشروعة باستخدام الوسائل القانونية والسياسية والمدنية والاقتصادية للاحتجاج على سياسات إسرائيل وحلفائها''• وفي دمشق أعرب المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري عن أمله في أن تثمر الدبلوماسية العربية والدولية بالقاهرة، عن اتفاق يكون لصالح القضية الفلسطينية•