طلبة بقسنطينة يهددون بالانتحار إن لم تلغ النتائج التي أعلنت عنها الوزارة يصرون على الطعن الجماعي ويقررون الدخول في اعتصام مفتوح كادت الأمور أمس أن تتعفن وتعرف انزلاقات كبيرة أمام مديرية التربية لولاية قسنطينة، وذلك بعدما حاول بعض الطلبة المقصين من شهادة البكالوريا لهذا العام لمدة 5 سنوات، بتهة "الغش"، اقتحام مقر المديرية، ما استدعى تدخل رجال الأمن الذين طوقوا المقر ومنعوا الطلبة الذين كانوا في حالة هيجان من ذلك وبالتالي منعوا وقوع الكارثة، خاصة وأن بعص التلاميذ كانوا مصرين على تحطيم مديرية التربية والاعتداء على العديد من إطاراتها. كما أن التطمينات التي قدمها الإطارات لمديرية التربية هدأت من غضب التلاميذ وأوليائهم، بعدما أكدوا لهم أن جميع ملفات الطلبة المقصين بتهمة الغش نقلت إلى وزارة التربية على مستوى العاصمة، وهي قيد الدراسة وأن باب الأمل ما يزال موجودا، حاثين الطلبة وأوليائهم على تقديم طعون إلى مديرية التربية بعد إقصائهم بتهمة الغش. حالة من الاستنفار الأمني عاشتها مديرية التربية، أمس، بعد محاصرة الأمواج البشرية لمقر مديرية التربية على مستوى ولاية قسنطينة، حيث فاق عدد الطلبة وأوليائهم الألف شخص، صبوا جام غضبهم على وزارة التربية، وبالتحديد شخص الوزير والذي حسبهم تعدى على القانون من أجل إرضاء نفسه، وأكدوا أنه لا يحق للوزارة أن تقصيهم لمدة خمس سنوات، بتهمة الغش كما لا يحق لها أصلا، حسب حديثهم ل"البلاد"، أن تمنع أوراقهم من التصحيح وذلك لإرضاء مطالب بعض الأساتذة أو جهات تسعى للتخلاط وزرع الفتنة في البلاد، مردفين بأن قانون الامتحانات واضح ولا يستطيع أي كان لا الوزير ولا غيره من المسؤولين، إقصاء أوراقهم من التصحيح بتهمة "الغش"، لأن هذه التهمة يجب أن تثبت في الحال وعند وقوعها ويجب أن يمضي على "محضر إثبات حالة الغش" الأستاذ المكلف بالحراسة، وكذا رئيس المركز وكذا الطالب المتلبس بحالة الغش، مؤكدين أن كل هذه الأمور القانونية التي يجب أن تتوفر من أجل إقصائهم غير متوفرة، وبالتالي بأي حق السيد وزير التربية يمنح لإطاراته هذه التعليمات التي نفذوها حسبهم ظلما وبغير وجه حق في حق الطلبة الذين كثيرا منهم تعرضوا لصدمة حقيقية، بل إن بعظهم هدد بالانتحار إن لم تسارع الوزارة لتدارك الأمر، وقد رفص الطلبة والذين كانوا في قمة الغضب الانصياع لمطالب إطارات مديرية التربية بالولاية، والذين نصحوهم بتقديم الطعن الفردي على مستوى المديرية، بل أصروا على أنهم سيتقدمون بطعن جماعي حتى يحافظوا على قوتهم ووحدتهم لغاية استرجاع حقهم الضائع مهما كلفهم الأمر، مصممين على أنهم سيدخلون في اعتصام مفتوح أمام مقر مديرية التربية للولاية إلى غاية تلبية مطالبهم التي وصفوها بالمشروعة والتي تتمثل بالأساس في تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في الإجراءات الغير قانونية التي اتخذت في حقهم، بالإظافة إلى إعادة تصحيح أوراق الامتحانات لشهادة البكالوريا التي أقصيوا منها، بتهمة الغش وكذا إلغاء النتائج المعلن عنها بخصوص الطلبة المقصين بتهمة الغش، وذلك يعني إلغاء النتائج وكذا الإقصاء بعد سقوط التهمة، لأنها لم تثبت قانونيا حسبهم لأنه في حالة ثبوتها، فمعنى ذلك أن الأساتذة المكلفين بالحراسة تورطوا معنا في الغش ويجب أن يحاسبوا هم أيضا، وتوجه لهم نفس التهمة ويتعرصوا للإقصاء، رغم أن هذا الأمر ليس من مطالبهم وما يهمهم كطلبة هو استرجاع حقهم الضائع فقط من الوزارة. محاولات انتحار جماعي لمقصين من البكالوريا أمام مديرية التربية بعنابة انتفض أمس عشرات الراسبين في شهادة البكالوريا وأوليائهم أمام مقر مديرية التربية بعنابة، احتجاجا على إقصائهم وإقرار رسوبهم بمنحهم علامة صفر في مادة الفلسفة بدعوى الغش. وكادت الاضطرابات التي شهدها محيط المديرية أن تتطور إلى مأساة بعد إقدام عدد من المقصين من "الباك" على محاولات الانتحار بشكل استدعى وصول تعزيزات من قوات مكافحة الشغب و فرقة من الحماية المدنية التي تولت محاورة المحتجين. وذكر المتظاهرون في مشهد احتجاجي غير مألوف لمترشحي البكالوريا أن منحهم صفرا في مادة الفلسفة، ومنهم من تقرر إقصاؤه لمدة 10 سنوات بسبب الغش، قرار مجحف لم يراع فيه مسؤولو قطاع التربية التحقق ممن قاموا فعلا بالغش، وطالبوا بإعادة النظر في أوراق إجاباتهم، وتقديم الأدلة إن كانوا فعلا قاموا بالغش الفردي أو الجماعي فيما طالب آخرون برحيل الوزير بابا أحمد عبد اللطيف، على خلفية ما وصفه التلاميذ المحتجون بمهازل تسيير الامتحان المصيري لأن عدة تجاوزات قد حدثت بفعل "تسيب المسيرين والأساتذة المشرفين على مراكز الحراسة". وتخلل التجمع إغماءات في وسط التلميذات وصراخ التلاميذ وأوليائهم، مما أجبر مصالح الأمن على حشد أعداد كبيرة من الأعوان في محيط مديرية التربية طوال الأمسية تحسبا لأي طارئ. وأمام حالة الغليان والفوضى قررت مصالح مديرية التربية تأجيل نشر قوائم الناجحين في امتحان شهادة البكالوريا على واجهة جدران المديرية مثلما جرت عليه العادة كل سنة. الى ذلك شن تلاميذ راسبون مرفوقين بأوليائهم في كل من بلديات الحجار برحال و شطايبي أمام مقرات الثانويات احتجاجات عارمة. المحرومون من البكالوريا يخرجون إلى الشارع بوهران واصل أمس عشرات التلاميذ بوهران احتجاجهم على قرار الوزارة معاقبتهم جماعيا بحرمانهم من البكالوريا، حيث اعتصموا صباحا أمام مقر مديرية التربية وحاصروه رفقة أوليائهم وقطعوا الطرق المحاذية له، ليتحول الاعتصام بعد الزوال إلى مسيرة سلمية جاب فيها المحتجون مختلف الأحياء الكبيرة وسط تعزيزات أمنية مشددة. وقد التحق صباح أمس عدد كبير من المقصين من مراكز إجراء أخرى بتلاميذ ثانوية بن باديس في حركتهم الاحتجاجية أمام مديرية التربية رفقة أوليائهم، تنديدا بالعقوبة الجماعية التي طالتهم إثر اتهامهم بالغش في ظل الفوضى التي شهدتها مراكز الامتحان يوم امتحان الفلسفة. وواصل المحتجون مطالبتهم بتدخل وزير التربية وضرورة إعادة النظر في هذا القرار الذي وصفوه ب"الظالم والتعسفي" لأنه شمل تلاميذ لم يقوموا بالغش، حسب حديث بعضهم، فيما طالب آخرون بمراجعة العقوبة "المبالغ فيها"، "كان يكفي عدم منحنا نقطة في مادة الفلسفة وليس حرماننا من البكالوريا". وتدعمت الحركة الاحتجاجية بأولياء التلاميذ وعائلاتهم الذين اعتصموا أيضا أمام مقر مديرية التربية الذي حوصر بعدد المحتجين وتطويقه من طرف رجال الشرطة لمنع المحتجين من دخوله. واستقبل صباح أمس مدير التربية ممثلين عن أولياء التلاميذ للاستماع إلى انشغالاتهم، حيث أفاد بعضهم بأنه سيسمح للتلاميذ بالطعن في العقوبة التي تعرضوا لها، وهو ما أعرب التلاميذ عن رفضهم له، مطالبين بمنحهم كشوف النقاط وإلغاء العقوبة كلية، مع العلم أن هؤلاء التلاميذ لم يستلموا كشوف النقاط إلى غاية منتصف النهار، في ظل شلل تام في مديرية التربية ورفض مديرها والمكلف بالإعلام تقديم أي توضيحات. وتحولت الحركة الاحتجاجية بعد الظهيرة إلى مسيرة، حيث خرج عشرات التلاميذ وجابوا مختلف الشوارع وسط تعزيزات أمنية مشددة استعدادا لوقوع أي انفلات، حيث جاب المحتجون شارع العربي بن مهيدي وشارع واجهة البحر مرددين شعارات منددة بما تعرضوا له، نجم عنه اختناق في حركة المرور وانسداد في الشوارع الرئيسية، وتوقفت خدمة الترامواي لمدة 4 ساعات، فيما تم تحصين القنصلية الإسبانية بحراسة أمنية شديدة.