توفي الزميل تومي أمين وهو في زهرة شبابه إثر انفجار لغم زرعه إرهابيون في طريق عودة الزميل أمين إلى البيت من رحلة صيد في جبال ششار، هذه الجبال التي كثيرا ما كتب عنها أمين وكثيرا ما أماط اللثام عن الاعتداءات الإرهابية التي كانت تطال سكان المنطقة ومصالح الأمن وقوات الجيش الوطني الشعبي، باعتبارها منطقة عبور مهمة لفلول الإرهاب في الجزائر، وبالأخص مع انفراط عقد تونس وليبيا. التقيت بأمين قبل أسبوعين في قسنطينة في مهمة عمل رفقة مجموعة من الزملاء مراسلي الشرق، وكان حديثنا عن الوضع الأمني في المنطقة لأنني أعلم أن أمين من المتابعين الجيدين للوضع الأمني في المنطقة وتجليات وإفرازات ما حدث في تونس وليبيا، باعتبار أن أمين كان لا يفوته الخبر الأمني في هذه المنطقة. شاء الله أن يموت أمين في كمين إرهابي ويكون هو موضوع الخبر، يكتب عنه زملاؤه بعدما كان أمين ناقلا لخبر وفاة هذا الجندي أو الشرطي أو الفلاح أو الراعي في انفجار لغم، وسواء كان قد نصب هذا اللغم في الأيام الأخيرة ليستهدف قوات الأمن أو يعود للفترة التي عاشت فيها الجزائر أوج الأزمة الأمنية، والثانية أرجح، إلا أن الأمر قد يكون سيانا في كلتا الحالتين، بمعنى سواء عاد اللغم للحقبة الماضية أو كان حديثا، فإن الأمر سيان ذلك أن الماضي أصبح حاضرا ويتحول إلى مستقبل، وكذالك حدث مع الإرهاب في الجزائر حينما كان لحظة تاريخية وتحول إلى ماضي، لكن كذلك أصبح مستقبلا، ذلك أن ضريبة الارهاب تدفع نقدا وبأرواح بريئة على مدار عقود من الزمن كما حدث في الجزائر ويحدث في دول أخرى. وداعا امين