عاشت عدة بلديات ومناطق عمرانية بولاية عنابة، على وقع "انتفاضة شعبية متزامنة فجّرها أمس وليلة أمس الأول، مواطنون بعدة أحياء، احتجاجا على مسلسل انقطاعات التيار الكهربائي لساعات طوال في عز رمضان، قد انحرفت واتخذت منحى خطيرا بعد إقدام عشرات المحتجين على إضرام النيران في العجلات المطاطية وغلق الطرقات وكذا تخريب وحرق محولات كهربائية ومنشآت ضخمة تابعة لسونلغاز. أثار التذبذب الكبير في التموين بالطاقة الكهربائية سخط واستياء آلاف المواطنين من عاصمة الولاية، وكذا بلديات البوني وسيدي عمار والشرفة والعلمة، خاصة أن التنقطاعات تكون بصفة فجائية، وغالبا ما تسجل في أوقات الذروة، في الظهيرة، أو خلال السهرة، بشكل فجّر غليانا وأحداث شغب في الطرقات والشوارع. وفي هذا السياق، خرج سكان بلدية العلمة في حركة احتجاجية عارمة، أقدم من خلالها المحتجون على قطع الطريق الوطني رقم 84 الرابط بين سكيكدةوعنابة باستعمال الحجارة والمتاريس، وإضرام النيران في العجلات المطاطية، الأمر الذي تسبب في شل الحركة المرورية، قبل أن تتدخل وحدات الدرك لفتح الطريق أمام مستعمليه. وغير بعيد عن بلدية العلمة، خرج بعض الشبان من بلدية الشرفة إلى الشارع، وأقدموا على شل حركة المرور على خلفية الانقطاعات المتكررة للتيار على مدار الأسبوعين الأخيرين، لأن هذه الانقطاعات بلغت ذروتها منذ ثلاثة أيام، رغم الاتصالات العديدة التي قام بها السكان لطلب تدخل فرق سونلغاز من أجل إصلاح الأعطاب، لكن عدم الإستجابة -حسب تصريحات بعض المحتجين- تسبب في إتلاف العديد من المكيفات الهوائية وكذا الأجهزة الكهرومنزلية، فضلا عن انعكاس هذه الانقطاعات على الحياة اليومية للمواطنين في عز رمضان، كونها سجلت في ظروف استثنائية، على اعتبار أن الحرارة فاقت 46 درجة. وقد شهدت بلدية سيدي عمار، جملة من الاحتجاجات العارمة، سببها الرئيس والوحيد الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، حيث قام سكان العديد من القرى والتجمعات السكنية الكبيرة بالاحتجاج عبر الطريق المؤدي من سيدي عمار إلى برحال، الأمر الذي نتج عنه شلل كلي لحركة التنقل عبر هذا المسلك، كون سكان قرية دراجي رجم لم يتقبلوا انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم، فقاموا بغلق الطريق المحاذي لمفحمة مركب أرسلور ميتال، وذلك بوضع الحجارة والمتاريس، مع إضرام النيران في العجلات المطاطية، مطالبين بضرورة التدخل الفوري والعاجل لوحدات سونلغاز من أجل إصلاح العطب المسجل، وهي نفس الأجواء التي عاشت على وقعها قرية حجار الديس، لأن السكان قاموا بغلق الطريق للمطالبة بالتحكم في تزويد المنازل بالطاقة الكهربائية في هذه الأيام التي تعرف موجة حر شديدة، ولو أن هذه المطالب كانت في صدارة الانشغالات التي طرحها سكان قرية مرزوق عمار المعروفة باسم "القنطرة" خلال الحركة الاحتجاجية التي قاموا بها في الفترة الصباحية من يوم أمس. وقال المحتجون إن منطقتهم تشهد مؤخرا أسوأ وضع في مجال التزود بالكهرباء منذ عدة سنوات، وتعاني -حسب المواطنين- من انقطاعات يومية للكهرباء يدوم بعضها أكثر من ساعة، وتتزامن مع ساعة الذروة في ارتفاع درجة الحرارة من منتصف النهار إلى غاية الخامسة عندما تصل درجة الحرارة في الظل إلى 39 أو 40 درجة مئوية. وفي نفس الإطار، خرج سكان ضاحية "سانت كلو" بمدينة عنابة سهرة أمس الأول إلى الشارع وقطعوا الطريق على محور "الكورنيش"، تعبيرا منهم عن استيائهم من تفاقم ظاهرة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، لأن السكان أصبحوا يقضون سهراتهم تحت الظلام الدامس، وفي درجة حرارة قياسية، مادامت الانقطاعات تحدث بداية من الساعة التاسعة من سهرة كل يوم، رغم التطمينات التي قدمتها فرق سونلغاز، والقاضية بالتحكم في عملية التزويد بالطاقة الكهربائية مطلع الأسبوع القادم.