وقعت اشتباكات بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، والقوى الثورية عقب الانتهاء من أداء فريضة صلاة الجمعة، حيث اندلعت الأحداث عقب خروجهم من الجامع الأزهر بمنطقة الجمالية. وأدت الاشتباكات إلى توقف حركة المرور بمنطقة الأزهر في الاتجاهين، وسادت حالة من الفوضى نتيجة للأحداث. وفور إخطار اللواء أسامة الصغير، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، أمر بالدفع بقوات الأمن المركزي في محاولة لاحتواء الموقف والسيطرة علي الاشتباكات وفتح الطريق أمام السيارات. ودعت القوى السياسية إلى الاحتشاد في ميدان التحرير وقصر الاتحادية في مليونية "جمعة النصر والعبور"، كما دعت إلى استمرار الاحتشاد للإفطار الجماعي بالميدان وأمام الاتحادية، ثم أداء صلاة العشاء والتراويح، حتى بداية يوم جديد، بالتزامن مع ذكرى العاشر من رمضان، بينما دعا أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الاحتشاد أيضاً في الميادين تحت اسم مليونية "العبور الثاني". وفي إطار تصاعد الدعوات للتظاهر التي أطلقتها تيارات سياسية مختلفة وفي مناطق مصرية عدة، طمأنت القوات المسلحة على لسان المتحدث باسمها بأن حرية التعبير عن الرأي حق مكفول للشعب المصري بكل أطيافه، وتعهدت بحماية المتظاهرين في المناطق المصرية كافة. غير أن القوات المسلحة حذرت في الوقت عينه من الانحراف عن المسار السلمي للتعبير عن الرأي، أو اللجوء إلى أي أعمال عنف، لأن ذلك سيعرض حياة صاحبه للخطر بحسب بيان القوات المسلحة. وأوضحت تقارير أن هناك عمليات تفتيش بمداخل ميدان التحرير، كما أن هناك إغلاقاً لشارع طلعت حرب الذي يؤدي للميدان بالأسلاك الشائكة. وأصدرت السفارة الأميركية بالقاهرة رسالة أمنية جديدة لرعاياها في مصر أوضحت فيها أن العديد من وسائل الإعلام المحلية أشارت إلى إمكانية حدوث مظاهرات الجمعة، موضحة أن حركة أعضاء السفارة الأميركية بمصر بالفعل مقيدة ومحدودة، كما يجري التدقيق عن كثب في كل السفريات لمهام رسمية. وأشارت السفارة الأمريكية إلى أنها تقترح على المواطنين الأمريكيين في مصر الحد من تحركاتهم، وتجنب المناطق المعرضة للتجمعات، والابتعاد بشكل فوري عن أي منطقة تتجمع فيها الحشود، لأنه من الممكن أن تتطور مظاهرات إضافية وأعمال من العصيان المدني في أي مكان آخر في مصر. وفي تطور آخر، أدى الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربى، صلاة الجمعة، في مسجد الشهيد أحمد بدوي بساحة الكلية الحربية بالقاهرة، برفقة كل من الفريق صدقي صبحي صالح رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، وذلك في ذكرى نصر السادس من أكتوبر العاشر من رمضان. وألقى خطبة الجمعة، الشيخ علي جمعة وتركزت حول ذكرى العاشر من رمضان، مؤكدا أن "الجيش المصري أوفى بكل ما سمعناه منه على مرّ التاريخ، وعقيدته صحيحة". من ناحية أخرى، شددت جماعة الإخوان المسلمين في مصر على رفضها التفاوض لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، قبل عودة الشرعية التي تتمثل من وجهة نظرها بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى سدة الرئاسة. وقال القيادي في الجماعة جهاد الحداد عقب لقائه ممثل الاتحاد الأوروبي برناردينو ليون إنه أكد للأخير أن عودة الشرعية برئاسة مرسي ليست قابلة للتفاوض. ومن جانبه، قال عمرو دراج الذي كان يتولى منصب وزير التعاون الدولي في عهد الرئيس المعزول، إن ليون عبر له عن الرغبة في الدخول في عملية تفاوض سياسي، لكن دراج رد عليه بأنه من المستحيل الدخول في عملية سياسية في ظل انقلاب عسكري. وأضاف دراج "كنا واضحين.. نريد إعادة الشرعية، وعند إعادتها سنكون مرنين بالمباحثات"، في إشارة إلى انتخابات مبكرة.