استقطب استخدام السلاح الكيمياوي في النزاع السوري اهتماما دوليا متزايدا حيث قالت الولاياتالمتحدة إنها تدقق في الأمر قبل تأكيده وسط تحذير دولي من استخدام هذا السلاح. في حين اتهمت إيران المعارضة باستخدامه، وجاء الاكتفاء الأميركي بالإشارة إلى استخدام السلاحي الكيمياوي في قصف بمنطقة حلب أمس الأول وسط تبادل النظام والمعارضة في سوريا الاتهامات بشأن إطلاق صاروخ كيميائي استهدف قرية بريف حلب مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن النظام السوري هو المسؤول عن حفظ الأسلحة الكيميائية واستخدامها، وإن أميركا لا تملك دليلا على تورط المعارضة السورية باستخدام تلك الأسلحة، من جانبه قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي مايك روجرز لشبكة إخبارية أمريكية "إن ثمة احتمالا كبيرا يدفعني إلى الاعتقاد بأن أسلحة كيميائية استخدمت في سوريا"، لكنه أضاف: لا بد من إجراء تدقيق نهائي بالأمر إلا أنه نظراً لكل ما نعرفه عن السنة والنصف سنة الماضية، يمكنني أن أتوصل إلى خلاصة مفادها أن هذه الأسلحة وضعت في مواقع لتستخدم وثمة استعداد لاستخدامها أو سبق واستخدمت في الواقع، بدوره جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التحذير من عواقب استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أي طرف في سوريا وقال إن أي استخدام للأسلحة الكيميائية في سوريا جريمة نكراء، في الشأن ذاته، قالت مصادر إعلامية إن القائد الأعلى لقوات حلف الأطلسي الأميرال الأمريكي، جيمس ستافريدس أعلن أن بعض دول الحلف تنوي بشكل فردي القيام بعمل عسكري في سوريا مشيرا إلى أن أي تحرك للحلف سيتبع ما حصل في ليبيا، وردا على سؤال لرئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، أجاب الأميرال ستافريدس ب"نعم" على سؤال لمعرفة ما إذا كانت بعض الدول تتحدث عن إمكانية القضاء على المضادات الجوية السورية، وأضاف "لكن الحلف اتخذ القرار بأنه سيتبع المثال الذي اعتمده بالنسبة لليبيا" ، وقال "نحن مستعدون في حال طُلب منا القيام بما قمنا به في ليبيا"، موضحا أنه حتى الآن فإن الأعمال التي تنوي دول أعضاء في الحلف القيام بها ستكون على أساس وطني، وأوضح الأميرال ستافريدس أن "الوضع في سوريا يسير من سيء إلى أسوأ: 70 ألف قتيل، ومليون لاجئ اضطروا إلى الفرار من البلاد، وحوالي 2.5 مليون نازح داخل البلاد، ولا توجد نهاية لهذه الحرب الأهلية الوحشية"، واعتبر أن مساعدة المعارضين السوريين "ستساعد على الخروج من المأزق ووضع حد لنظام بشار الأسد"، موضحا أن الأمر يتعلق ب"رأي شخصي"، ويقتصر الدور الوحيد للحلف الأطلسي في النزاع السوري على نشر بطاريات مضادة للصواريخ من طراز باتريوت على طول الحدود التركية لمنع أي اختراق جوي أو إطلاق صواريخ من سوريا، وكانت فرنسا وبريطانيا قد أعلنتا عن قرار فردي بتزويد المعارضة السورية بالسلاح، وهو ما أثار انتقادات أمريكية وتتواصل المواجهات على الأراضي السورية بين الجيش السوري الحر وجيش النظام، في ظل شكوى عناصر المعارضة من نقض الذخيرة والمعدات اللازمة لإحراز تفوق ميداني.