"البلاد" في زيارة للاتحاد الولائي للمكفوفين بولاية سكيكدة حيث تخيم أجواء الحزن على محيا كل الزائرين للمركز وكل العاملين به خاصة ونحن في شهر رمضان المبارك حيث يتوافد العشرات من المكفوفين إلى المركز طمعا في الحصول على صدقة قد تسد في يوم من الأيام رمق الأبناء الذين ينتظرون بشغف عودة وليهم المكفوف وفي يده رغيف، وفي أغلب الأحيان فإن الولي يعود دون رغيف. صرخات تتعالى من هنا وهناك لطلب المساعدة، والصدقات شحت وقلت في الآونة الاخيرة مما جعل الصرخات تتعالى أكثر فأكثر لذوي البر والإحسان، فهل تكفي منحة 3000 دج المكفوف الواحد لسد رمق أبنائه ال 10 وزرع البسمة في نفوس عائلة كبيرة بحجم هذه المأساة الإنسانية التي تتفاقم يوما بعد يوم فأين انتم ياأصحاب البر والإحسان، هل نسيتم هذه الفئة؟ مكفوفون يتوافدون على المقرّ يوميا وكلّهم أمل في الحصول على إعانات وصدقات تسدّ حاجياتهم وترسم البسمة على وجوه أطفالهم. فعمّار البالغ من العمر 51 سنة كفيف ورب عائلة دخله لا يتعدى المنحة الشهرية للمعاقين المقدرة ب 3000 دج يقصد مقر الاتحاد الولائي كل صباح لطلب المساعدة التي قد لا تأتي ويعود خائبا إلى عائلته، ورغم ذلك فإن عمار بطيبته وتواضعه يقول: لقد ساعدنا الاتحاد كثيرا على حفظ كرامتنا هنا نحن مرتاحون لا نشعر بالإحراج ونحن نبحث عن الإعانة منهم ومن ذوي البر والإحسان. وكلثوم البالغة من العمر 65 سنة والدة لطفل وحيد معاق تقول: لا نجد ما نأكل نحن محرومون من أدنى الاحتياجات ولا أمل لنا سوى الاتحاد يعيننا، فأين أصحاب البر والإحسان، أين السلطات الولائية يا ترى؟ الاتحاد الولائي شحّت عليه التّبرعات وبالتّالي أغلق الباب الذي كان مفتوحا للمحتاجين من هذه الفئة ولم يعد ملاذا آمنا لخطف لقمة العيش. وفي هذا الصّدد تقول مريم العاملة كسكرتيرة بالمقر إن الحالة المزرية لهذه الشّريحة المحتاجة يعود إلى نقص او انعدام المساعدات من ذوي البر والإحسان وهذا ما يدعونا الى التّأسف خاصة أن المصدر الوحيد لمساعدتهم كان التّبرع الذي قلّ في الآونة الأخيرة وهو بالتأكيد ما انعكس سلبا على هذه الشّريحة، كما تؤيدها في ذلك زميلتها سارة التي تقول إننا أصبحنا نخجل من ردّ هذه الشّريحة إلى بيوتها خاوية الجيوب بقولنا "ما كان والو" رداّ على سؤالهم هل من أعانات، ووجهت نداء لذوي القلوب الرّحيمة أن يلتفوا إليها ولو بالقليل من التّبرعات.. فهل يصل هذا النداء؟ الأخصائية النّفسانية آسيا ردت على سؤالنا حول نوع الاحتياج الذي تعانيه هذه الشّريحة بقولها: الاحتياج المادي يولّد المعنوي إذا كان الأشخاص العاديون والعاملون الّذّين لهم دخل مستقرّ يشتكون في رمضان فما بالك رب عائلة وكفيف يتقاضى 3000دج، برأيك هل بقي سؤال عن نوع الاحتياج؟ وعقّب السّيد نائب رئيس الاتحاد السّيد رفيق بودخانة قائلا: نحن نعاني من شحّ التّبرّعات وقد طرقنا كل الأبواب لتوفير الأحسن لهذه الشّريحة ولكن الله الكريم. وناشد ذوي القلوب الرّحيمة أن ينظروا إلى هذه الفئة بعين الٍرّحمة