نزل علينا ضيفا في ركن نوستالجيا، لاعب من الجيل الحالي ويتعلق الأمر بعز الدين دوخة، حارس المنتخب الوطني واتحاد الحراش، الذي فتح قلبه لنا للحديث عن بداياته الأولى مع كرة القدم، وكيف اختار أن يكون حارسا بالصدفة بعد أن كان ينتظر أن يكون لاعبا في صناعة اللعب، ولم ينس أيضا ابن مدينة الشلف الحديث عن الصعوبات التي واجهته عندما انتقل إلى شبيبة تيارت في ثاني محطة له بعد جمعية الشلف، وهي المحطة التي تركت آثارها السلبية على الحارس الدولي الذي بقي دون أي فريق، ما جعله يتصل بكل الأندية ليجد فريقا يلعب له، وتبقى محطة فيتوريا سيتوبال في البرتغال من بين المحطات التي تركت أثرا في نفسية الدولي الجزائري الذي كان قاب قوسين أو أندى من معانقة تجربة احترافية لولا خطأ في جواز سفره حرمه من الاحتراف. ولم يخف دوخة أن فريق اتحاد الحراش منحه النفس الثاني بعد عودته من البرتغال وسمح له أن يعود إلى الواجهة بعد أيام صعبة، مؤكدا أن استدعاءه للمنتخب الوطني أجمل شيء حدث له في حياته ويحلم بالذهاب إلى البرازيل ومعانقة تجربة احترافية في اسبانيا. أولا كيف هي أحوال الحارس الدولي عز الدين دوخة؟ الحمد لله أتواجد في أحسن أحوالي. كما أن شهر رمضان يجعلني في قمة الهدوء. كيف يقضي عز الدين دوخة شهر رمضان وهل أنت من الذين يتأثرون كثيرا في هذا الشهر؟ أقول إن شهر رمضان فرصة بالنسبة لي لأجتهد في الجانب الديني. كما أن لأسرتي الصغيرة والكبيرة حق علي، أحاول في شهر الصيام أن أزاوج بين الحياة الدنيوية والدينية. كما أن للتدريبات الليلية مع فريقي نصيب في هذا الشهر العظيم. وبالعودة إلى الشطر الثاني من سؤالك أقول إنني لست من الذين يتأثرون كثيرا في هذا الشهر، بل على العكس من ذلك فأنا في هذا الشهر أكون جد هادئ، وهي طبيعتي التي لا تتغير سواء في شهر رمضان أو الأشهر الماضية. كيف بدأت قصة دوخة مع حراسة المرمى أو بالأحرى، حدثنا عن بداياتك في كرة القدم؟ منذ صغري وأنا أعشق كرة القدم، عكس والدي الذي كان يعارض هذه الفكرة تماما ولا أخفي عليك أنني كنت أحلم برفع الرقم 10، لكن الأقدار أرادت غير ذلك، ففي أحد اللقاءات التطبيقية مع فريقي في الحي، كان هناك لاعبا ناقصا في أحد الفريقين في حراسة المرمى، فطلب مني مدربي في ذلك الوقت أن أحرس المرمى ومن ثم انطلقت حكايتي مع حراسة المرمى والتي بقيت فيها قبل أن أنتقل إلى جمعية الشلف، حيث لعبت في صنف الأصاغر ثم الأشبال في عهدة المدربين حاج سعيد وصدقاوي، قبل أن أرحل إلى تيارت والتي كانت أكبر غلطة في حياتي. هل لنا أن نعرف لماذا؟ لسبب بسيط أنه بعد أن أمضيت في هذا الفريق على عقد لموسم واحد، اكتشفت بعد شهرين من تواجدي في هذا النادي أن الرئيس زور عقدي ووضع فيه مدة موسمين وهو الأمر الذي دفعني لمغادرة هذا الفريق وبعد تلك الحادثة وقعت في مشاكل كبيرة، لا سيما أنني هاتفت كل رؤساء الأندية الذين أعرفهم للحصول على فرصة للعب معهم، لكن لا حياة لم تنادي، ولم أجد أمامي سوى عائلتي التي ساعدتني للخروج من الأزمة التي صادفتها. بعد انتقالك للعميد خضت تجربة في البرتغال مع فيتوريا سيتوبال، حدثنا عن هذه التجربة؟ حقيقة تجربتي في هذا النادي لن أنساها أبدا، حيث وبعد مشواري في المولودية اقترح علي أحد المناجرة أن أقوم بتجارب في البرتغال وبالذات في نادي فيتوريا سيتوبال، وأذكر أن الحارس الكبير للمنتخب البرتغالي فيتور بايا كان على رأس الجهاز الفني وقد أعجب بي كثيرا وطلب منا المسيرين أن يمضوا لي، غير أن خطأ في جواز سفري الذي كان دون عمل صعب علي مهمة الحصول على وثائق ألعب بها في البرتغال، وهو الأمر الذي دفع بي للعودة من جديد إلى الجزائر قصد حل مشكلة جواز السفر ومن ثم العودة من جديد إلى البرتغال، غير أن الإدارة في هذا النادي تغيرت بشكل كبير وبات من المستحيلات السبع علي أن أعود إلى هذا النادي، ولا أخفي عليك أني لازالت لحد الساعة أتحسر على عدم حصولي على هذا العقد. بعدها انتقلت إلى اتحاد الحراش الذي فتح لك أبواب النجومية واللعب مع الخضر؟ حقيقة لن أنسى فضل اتحاد الحراش فيما وصلت إليه في الوقت الحالي، خاصة المدرب شارف الذي ساعدني كثيرا بنصائحه وغير بشكل كبير وجه الفريق ككل، وبالنسبة لي أقول إن الحراش هي "برشلونة" الجزائر، حيث نلعب على طريقة "تيكي تاكا". لكن العلاقة بينك وبين العايب في الفترة الأخيرة ليست على ما يرام؟ حقيقة حصل سوء تفاهم بيننا، حيث يرفض الرجل أن يرد على مكالماتي، بالرغم من أنه يعلم أنني أدين بحوالي سبعة أشهر كاملة من رواتب السنة الماضية لكن لا يريد أن يواجهني، وهو الأمر الذي نرفزني كثيرا، خاصة وأني ساعدته كثيرا الموسم الماضي وأنا من اقترحت عليه أن أمضي في النادي الموسم الماضي، رغم أنني كنت حرا والعديد من الأندية منحتني أكثر مما منحه لي، لكن أقول أن الأمور بدأت تتحسن. يبقى الجميع يتذكر نهائي كأس الجمهورية، من أخطأ في لقطة الهدف الوحيد لحميتي؟ يمكن لكم أن تراجعوا لقطة الخطأ ولم أكن المخطئ في تلك اللحظة، لا سيما وأن عدلان غريش أعطاني الكرة في ظروف صعبة للغاية وهو الأمر الذي استغله أحسن استغلال المهاجم فارس حميتي وسجل الهدف الوحيد في المباراة. البعض اتهمك بأنك رتبت مباراة الشلف والحراش في النصف الثاني من الموسم بعد أن كان فريقك السابق في وضعية صعبة؟ الجميع يعرف أخلاقي، فأنا لاعب محترف ولا أعرف عقلية البيع والشراء في كرة القدم وعلى الجميع أن يتذكر أنني كنت وراء كشف ملابسات مسيري مولودية باتنة الذين أرادوا أن يساومني عندما كنت ألعب في مولودية بجاية، وهو الأمر الذي رفضته جملة وتفصيلا لأنني لاعب شريف. دوخة لقد تزوجت سنة 2011 ماذا منح لك الزواج؟ لقد منحني الزواج الطمأنينة من الناحية النفسية وجعلني أركز فقط على العمل مع فريقي الذي أعمل فيه ولا أخفي عليك أنه بعد وفاة والدي وجدت عائلتي الصغيرة والمولود الجديد الذي رزقت به دون تناسي أيضا عائلتي الكبيرة التي ساندتني لأن فراق والدي كانت صعبا علي كثيرا. بماذا تريد أن تختم هذا الحوار الذي حاولنا فيه أن نبتعد عن المنتخب حتى نبعدك عن ضغطه، خاصة مع اقتراب موعد المباريات التصفوية؟ أشكركم على التفكير في وأرجوا أن يكون هذا الموسم الرياضي فاتحة خير علي، حيث أرغب بقوة في التأهل إلى البرازيل سنة 2014 مع المنتخب الجزائري وهو الدعاء الذي أردده بعد صلواتي في شهر رمضان وأرجو أن يتحقق إن شاء الله.