فتح مندوب الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة السفير إدريس الجزائري النار على إسرائيل خلال مناقشة البند السابع من جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان في جنيف، أمس، حول أوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ووصف إدريس الجزائري خلال مداخلته رد الممثل الإسرائيلي بالمجلس بأنه ''غير لبق'' بالنظر إلى الألفاظ التي استعملها، ورفضه الامتثال لتوجيهات رئيس مجلس حقوق الإنسان بضرورة الالتزام بموضوع النقاش''، متسائلاً ''عما إذا كانت تلك التوجيهات تسري على كل الوفود الحاضرة في المجلس أم لا''؟ وانتقد إدريس الجزائري وصف إسرائيل مجلس حقوق الإنسان بالغطرسة والتحريض على الكراهية والحقد، في رد مباشر على الموقف الإسرائيلي في اجتماع المجلس اليوم، وانتقد السفير الجزائري لدى الأممالمتحدة إسرئيل بكثرة المطالبة في مجلس حقوق الإنسان بإطلاق سراح جندي إسرائيلي أسير واحد من دون الإشارة إلى وجود عشرة آلاف أسير فلسطيني مدني في السجون الإسرائيلية بلا أي حق، متسائلاً عما إذا كان للبشر نفس القيمة؟ وشدد السفير الجزائري على التمسك بضرورة قيام سويسرا بصفتها الدولة المؤتمنة على اتفاقيات جنيف المعنية بحماية المدنيين أثناء الحرب بالدعوة إلى مؤتمر عالمي لجميع الدول الموقعة على الاتفاقية لدراسة كيفية تنفيذ تلك الاتفاقية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدسالشرقية. وقال 'إن المجلس والمفوضية السامية مطالبان كل حسب ولايته بإعطاء كل الأولوية للعمل على الإنهاء الفوري للحصار الجائر المضروب منذ أربع سنوات على مليون ونصف المليون فلسطيني معتقلين ومعاقبين جماعياً في قطاع غزة. وسجلت الجزائر قلقها من استمرار منع إسرائيل للممثل الأممي من الوصول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة ما يؤثر على قدرة المجلس في تحمل مسؤوليته تجاه حقوق الفلسطينيين الأساسية المنتهكة باستمرار، منتقدةً في الوقت ذاته، عدم التمييز بوضوح بين المعتدي والمعتدى عليه. وقال السفير الجزائري إن أخطر ممارسات قوة الاحتلال هي المحاولات الرامية إلى تشويه معالم مدينة القدس الشريف وتغيير التركيبة السكانية للأراضي الفلسطينية المحتلة. وكانت إسرائيل رفضت في ردها ما جاء في تقرير المقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد فولك، وقالت إن تقرير القاضي غولدستون حول الحرب على قطاع غزة مطلع عام 2009 مليء بالمغالطات، وقال مندوبها إن ''لجنة تقصي الحقائق مخزية'' متهماً البيانات الملقاة أمام مجلس حقوق الإنسان بأنها ''مليئة بالكراهية وتمر في المجلس من دون عقاب''. وقال المقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية ريتشارد فولك عقب اختتام مناقشة البند السابع من جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن المشكلة الأساسية تكمن في أن سياسة ضم الأراضي والاستيلاء عليها التي تقوم بها إسرائيل تضعف الأمل في إمكانية قيام دولة فلسطينية، إذ أن عملية السلام في المنطقة مبنية على قيام دولتين وما تقوم به إسرائيل من سياسة انتزاع الأراضي وضمها لا يتماشى مع هذا الهدف بل مصدر تشاؤم بشأن حل الدولتين وعملية السلام ككل''.