كشف موقع "ديفانس واب" المختص في شؤون التسلح عبر العالم، عن توقيع الجزائر عقدا مع شركة "تالس نيدرلاند" الهولندية لتجهيز ثلاث سفن حربية هي تحت الإنشاء حاليا في الصين بأجهزة رادارات وأجهزة اتصال متقدمة. فقد قال وزير الخارجية الهولندي "فانس تيمرمانس" في رسالة وجهها إلى برلمان بلاده، إن وزارته منحت تصريحا لشركة "تالس نيدرلاند" بتصدير الأجهزة العسكرية البالغ قيمتها 21 مليون يورو إلى القوات البحرية الجزائرية. وبناء على هذه الصفقة سيتوجه فريق الشركة إلى الصين حيث تبنى ثلاث سفن حربية جزائرية من أجل تجهيزها بالأجهزة الجديدة التي تتمثل أساسا في أجهزة رصد رادارية ووسائل اتصال متطورة من الجيل الجديد المعروف ب C3 ، لكن ونظرا إلى مخاوف الشركة الهولندية من أن تستغل الصين تركيب الأجهزة في مصانعها كي تتجسس على ابتكاراتها والحصول على معلومات حولها، فقد أجلت تركيب الجزء الحساس من المنظومة إلى غاية وصول السفن إلى الموانىء الجزائرية. وأكد وزير الخارجية الهولندي على أن الصفقة مع الطرف الجزائري تراعي التنظيمات التي وضعها الاتحاد الأوروبي، بخصوص توفر ضمانات حول عدم استغلال هذه الوسائل في انتهاك حقوق الإنسان، أو ل"تغذية التوتر الحاصل بين الجزائر وجارتها المغرب". وحسب نفس الموقع، فقد قامت الجزائر في إطار تدعيم أسطولها الحربي بعقد صفقة شهر أفريل 2012 مع شركة بناء السفن الصينية لبناء ثلاث فرقاطات تبلغ حمولة كل واحد 2800 طن والمزودة بمحرك من نوع MTU، التي أضيفت إلى طلبها فرقاطتين من نوع "Meko A-200N"، التي تقوم ببنائهما حاليا شركة "تايسنكراب مارين" الألمانية، بالإضافة إلى طلبها بناء فرقاطتين أخريين من روسيا، وكذلك عقدها صفقة لتزويدها بقوارب الدعم اللوجستي من شركة "أوريزونتي سيستيمي نافالي" الإيطالية، التي سيتم تسليمها في عام 2015. وأرجع "ديفانس واب" السبب الذي دفع بالقوات البحرية الجزائرية لتجهيز سفنها وفرقاطتها الحربية بأجهزة الرادارات المتطورة إلى الارتفاع الملحوظ لنشاطات التهريب والهجرة الشرعية، بالإضافة إلى تنامي مخاطر الإرهاب في السنوات الأخيرة، وهو ما جعل توفير تجهيزات جديدة ضرورة في الوقت الراهن. وتوقع الموقع أن تتزايد قدرة السفن الحربية الجزائرية المزودة بمنظومة الرادارات الجديدة على رصد مختلف التحركات التي تحصل في منطقة البحر الأبيض المتوسط بمجرد عبورها مضيق جبل طارق، وهو ما سيحسن من فاعلية وقوة القوات البحرية التي هي في الأصل تمتلك إمكانات كبيرة من حيث كفاءة أفرادها والتجهيزات التي تتوفر عليها حيث تعمل على توفير الأمن على شريط ساحلي يصل إلى 1600 كيلومتر.