في تطور جديد يؤكد أن العنصرية تفشت في كل أطياف الساحة السياسية الفرنسية وأصبحت لا تفرق بين اليمينيين واليساريين، اعتبر وزير الداخلية الفرنسي "مانويل فال" أن أكبر خطر يتهدد فرنسا هوالاسلام والهجرة. فالبرغم من انتماء الوزير الى اليسار الذي عادة ما يكون على خلاف اليمين أكثر قربا من المهاجرين ولا يتبنى سياسة عنصرية ضد المسلمين، فقد خرج عن هذه الأطر ليدخل فرنسا في جدل حول انتشار "الإسلاموفوبيا" التي باتت متفشية في كل أوساطها السياسية. كلام "فال" الذي نشرت مقتطفات منه جريدة "ليبيراسيون" الفرنسية أمس، جاء في ندوة تتزامن مع عودة أعضاء الحكومة من إجازتهم السنوية، حيث تمت دعوة الوزراء اليساريين لعرض تصورهم واستشرافهم لوضعية فرنسا عام 2025، ليفاجىء الجميع بطرحه العنصري والمتناقض مع قيم التسامح والتعايش حين اعتبر "إن الضغط الديمغرافي الذي تعيشه الدول الإفريقية يفرض على فرنسا إعادة النظر في سياسة الهجرة التي تنتهجها"، ليضيف أن التحدي الآخر الذي سيكون على بلاده مواجهته هو الإسلام الذي اعتبر"إن تعاليمه لا تتوافق مع القيم الديمقراطية." وبالرغم من أن كلام وزير الداخلية الفرنسي كان مسجلا، إلا أنه حاول التراجع عنه ونفيه بعد الجدل الكبير الذي أحدثه في مختلف الأوساط، حيث سارع الى نفي ما نسب إليه، وقال في تصريح لقناة "بي أف أم" المحلية إن تصريحه تم تحريفه، والادعاء بأنه صرح بكلام عنصري هو "محض شائعات لا أساس لها من الصحة". وركز الوزير الفرنسي في هجومه ضد منتقديه على القيادي اليساري الفرنسي "جون لوك ميلونشون"، الذي كان قد تهكم عليه في وقت سابق بسبب كلامه العنصري الذي صدر منه بالقول "إنه أصيب بعدوى العنصرية من طرف زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان" المشهورة بمواقفها العنصرية والمتطرفة ضد الأجانب والمسلمين بصورة خاصة. وتعيد تصريحات وزير الداخلية الفرنسي المسيئة للمهاجرين والمسلمين في فرنسا إلى الأذهان التصريحات التي أدلى بها الرئيس السابق نيكولا ساركوزي عندما كان هو الآخر وزيرا للداخلية، حيث وصف شباب الضواحي من المهاجرين والمسلمين الذي قاموا باحتجاجات ضد التهميش والظروف السيئة التي يعيشون فيها عام 2005 ب"الأوباش والحثالة". وقد يواجه الرئيس فرانسوا هولاند الذي ينتمي الى الجناح السياسي نفسه لوزير داخليته العنصري اتهامات بعدم تنفيذ وعوده الانتخابية التي تعهد فيها بالقضاء على مظاهر التفرقة ضد المهاجرين، والإساءة إلى المسلمين التي انتشرت بشكل كبير في عهد سلفه ساركوزي الذي بالرغم من انتمائه إلى الوسط، إلا أن سياسته كانت يمينية بامتياز في هذا الخصوص.