بينما نفذت السلطات الليبية تهديدها باعتراض أي سفينة ناقلة للنفط تقترب من شواطئها من دون تعاقد رسمي في محاولة لمنع عمليات البيع غير الرسمية للنفط، قلل الدكتور علي زيدان، رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا، من شأن استقالة وزير الداخلية محمد الشيخ من منصبه أول من أمس، واعتبرها أمرا عابرا لن يؤثر على الوضع الأمني ولن يؤثر على أداء الحكومة. وقالت مصادر عسكرية في هيئة أركان الجيش الليبي إن القوات البحرية الليبية منعت ناقلة نفط حاولت الدخول إلى المياه الإقليمية الليبية قبالة ميناء السدرة النفطي بطرق غير شرعية، موضحة أن الزوارق البحرية التي رصدت الناقلة النفطية وهي تحوم بالقرب من المياه الإقليمية تصدت لهذه الناقلة عند محاولتها الدخول للمياه الليبية من ناحية ميناء السدرة النفطي. وقالت هيئة أركان الجيش في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن الزوارق البحرية الليبية تقدمت من هذه الناقلة النفطية المكتوب عليها اسم "وائل" خلال محاولتها أكثر من مرة الدخول للمياه الليبية، ومنعتها من ذلك. كما تم الإعلان عن احتجاز جرافة مصرية في المياه الإقليمية الليبية قبالة ساحل مدينة مصراتة من دون توضيح خلفيات هذا الاحتجاز. وشكلت السلطات الليبية لجنة رسمية لتحقق من الادعاءات بشأن الإجراءات المتبعة في قياس عمليات تصدير النفط في الموانئ الليبية. وقال بيان رسمي إن الحكومة منحت في قرار لها اللجنة التي تضم خمسة أشخاص الحق في الاستعانة بمن تراه لإنجاز مهامها، على أن تقدم تقريرا بنتائج أعمالها خلال أجل أقصاه أسبوعان. وكان رئيس الوزراء الليبي الدكتور علي زيدان قد هدد باستخدام القوة العسكرية لإحباط أي محاولة لأي سفينة ناقلة للنفط من الاقتراب من السواحل الليبية من دون أن تكون لها تعاقدات رسمية مع المؤسسة الوطنية للنفط. على صعيد آخر، اشتبك زيدان مع محمد الشيخ وزير داخليته المستقيل إعلاميا وتبادلا الاتهامات العلنية حول خلفيات الاستقالة المفاجئة للوزير الذي وصف الحكومة في كلمة تلفزيونية له مساء أول من أمس بأنها "ضعيفة غير متماسكة مرتهنة بأجندات كيانات سياسية وجهوية وتعتمد في عملها على ردود الفعل والمداهنة وكسب الوقت"، مضيفا في انتقادات حادة غير مسبوقة أن "الوزراء عبارة عن موظفين يمارسون مهام إدارية ينفذون ما يصدر إليهم من تعليمات دون وجود هامش لصلاحياتهم كوزراء". وعلى الفور عقد زيدان مؤتمرا صحافيا بالعاصمة طرابلس للرد على هذه الاتهامات، حيث أشار إلى الحالة الصحية للوزير التي منعته - على حد قوله - من المشاركة في كثير من اجتماعات الحكومة منذ توليه منصبه نهاية ماي الماضي. وقال زيدان "منذ البداية قلت إنني قادر على تغيير وزير في أي وقت، وبالإمكان تغيير أي وزير ليس استهانة بقدر الناس ولكن لكل إنسان إمكانيات وقدرات وحسب قدراته يمكن من الوظائف"، مضيفا "نتمنى له التوفيق والشفاء لأننا سمعنا أنه كان في وعكة صحية، وحتى حضوره كان نادرا في مجلس الوزراء، وكانت بعض الأمور معلقة ولم تناقش لغيابه ولن نذكره إلا بخير".