توقع بأن تطول مهمة الجيش في ظل الظروف الراهنة القضاء على الإرهاب في مناطق حدودية مهمة صعبة اعتبر الخبير في الشأن الأمني بن عومر بن جانة، أن تأزم الوضع الأمني في تونس راجع إلى الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد، مشيرا إلى أن الأمن لطالما ارتبط بالسياسة. وأوضح الخبير في اتصال ب"البلاد"، أن جبل الشعانبي يعد نقطة تمركز هامة بالنسبة للجماعات المسلحة بالنظر إلى طبيعة التضاريس الصعبة والمتشعبة والتي تخدم مصالحها، بحيث تحميها من هجمات الجيش، وتمكنها من الاختباء بعد تنفيذ هجماتها الإرهابية وتسهل عليها تنفيذ حرب العصابات، مشيرا إلى أن هذه العوامل جعلت من الصعب القضاء على الإرهابيين المتحصنين في الشعانبي منذ شهر ديسمبر الماضي، إلى جانب افتقار الجيش التونسي للخبرة والتجربة، خصوصا وانه لم يواجه من قبل جماعات إرهابية، إضافة إلى غياب الإمكانيات، كما أن الإرهاب يعتمد على حرب العصابات والتي تقوم على عنصر المفاجأة ونصب الكمائن والاختباء بعد تنفيذ أي عملية وكذا تغيير المعاقل في كل مرة، ما يجعل عملية القضاء عليه صعبة جدا، وأضاف بان ما تعيشه تونس من اضطراب سياسي سيصعب العملية أكثر فأكثر. وفي السياق، أكد بن جانة، أن اختيار الشعانبي من قبل تنظيم القاعدة لم يكن عشوائيا، فبالإضافة إلى طبيعة التضاريس، فان المنطقة الحدودية بين الجزائروتونس تخدمها، بحيث تمكنها من التنقل بحرية لان الجيش يصعب عليه التوغل في المناطق الحدودية أو ملاحقة الإرهابيين داخل حدود دولة أخرى، وهذا ما يسهل على الإرهابيين الهروب من الملاحقات، متوقعا بان تطول مهمة الجيش التونسي في الشعانبي في ظل الظروف الراهنة. ولا يزال إرهابيو الشعانبي يوجهون ضربات موجعة للجيش التونسي، حيث وجهوا طعنات بأسلحة بيضاء إلى جندي أول أمس، وكتبوا على جسمه عبارة "طاغوت"، وهو ما استنكره التونسيون الذين لم تجف دموعهم بعد على الجنود الثمانية الذين اغتيلوا على يد مجموعة إرهابية قبل عيد الفطر، وتم التنكيل بجثثهم بصورة بشعة، ولعلها رسالة قوية من التنظيم الإرهابي إلى الشعب التونسي الذي لم يدرك قبل حصول هذه الحادثة مدى بشاعة الإرهاب، الذي سفك دماء الجزائريين طيلة عشرية كاملة. ه.م