الدورة السادسة والأربعون تسجل تنافس 6 فرق على الجائزة الكبرى افتتحت بدار الشباب في مستغانم سهرة أول أمس، الدورة السادسة والأربعين للمهرجان الوطني للمسرح الهاوي، حيث كانت السياسة حاضرة بقوة من خلال مواضيع لها علاقة بالأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة "تيقونتورين" بالجنوب الجزائري وأخرى ترتبط بموسم الهجرة إلى الجنوب. وشهد حفل الافتتاح تنظيما لم يرق للحاضرين ووصف ب"السيئ" أمام صيحات وصفير المراهقين وبكاء الأطفال وتعالى صوت محافظ المهرجان عبد القادر جرورو الذي اعتلى المنصة لتمرير العديد من الرسائل السياسية ثم أوضح في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن الدورة ال46 للتظاهرة تعود هذه الموسم لتكرس جهد سنوات من العطاء ساهم فيه نخبة من الفنيين الذين يسعون إلى إعلاء هذا المهرجان، وذلك باختيارهم المسرح عنوانا لإبداعهم. وقال المتحدث إن هذا المهرجان وصل إلى ما هو عليه الآن بفضل جهود وقوة الفكرة وتجاوز المشاكل، مستحضرا الراحل "السي الجيلالي بن عبد الخليل" ومن معه من الفنانين في سنوات السيتينات، الذين أسسوا هذا المهرجان الذي قال عنه إنه حمل على عاتقه باعتباره يمثل صورة لمدينة مستغانم وشبابها خاصة أن دورة هذا العام خصصت لشباب الجنوب مع إسناد دورة تدريبية لهم بهدف النهوض بمسرح الجنوب. وقال المحافظ إن المهرجان ليس مجرد عروض مسرحية فقط بل تبادل للخبرات بين مختلف الشباب المشارك، وذلك من أجل إثراء الإبداع، معتبرا التظاهرة أطول وأقدم المهرجانات المسرحية العربية، حيث تمكن من أن يمتد إلى بعض مناطق الوطن بفضل المعتقدين بأهمية المسرح الهاوي، مضيفا أن هذا الحدث الثقافي سيأخذ بيد الشباب الهاوي، معلنا عن تنصيب الفنان الكبير الحاج المكي رئيسا للدورة الحالية للمهرجان . في السياق ذاته، افتتحت السهرة بعرض مسرحي للمخرج هارون الكيلاني بعنوان "سريع الجنوب" مزج بين الرقص المعاصر في صورة "البريك دانس" والحوار المسرحي في رسالة أراد من خلالها إيضاح الرؤية عند الكثير من الناس وبضرورة الالتفات إلى الجنوب الجزائري، وذلك رغبة من المخرج لتمرير رسالة تقضي بضرورة التواصل بين شباب الجنوب الجزائري المهمش، وهو العمل الذي أثار الكثير من الجدل والتساؤل حول "لماذا هذا الظرف بالذات ولماذا انتظر الحراك الجنوبي حتى يتحرك المسرحيون في بلادنا والتفتوا إلى شباب الجنوب". ونجح مجموعة الشباب من مدينة الأغواط وأدرار الذين اختارهم الكيلاني في هذا العمل المشترك، في تقديم لوحات رائعة تدعو إلى التواصل بين مختلف الأجيال من خلال عرض تقديم لوحات "كوريغرافية" وصور الذين ساهموا في إعلاء راية الجزائر في مختلف المجالات وفي كل الأوقات وفي مقدمتهم شهداء ضحوا في سبيل هذا الوطن، وفنانون ساهموا في إعلاء صرح الفن والثقافة من مختلف الأجيال من بينهم الفنانة شافية بوذراع ونادية طالبي، وصولا إلى الجيل الجديد مثل ريم تاكوشت وسميرة صحراوي وعايدة كشود وغيرهم. من ناحية أخرى، تسجل التظاهرة مشاركة ست فرق هاوية خارج المنافسة و12 تتنافس على جوائز التظاهرة، ويتعلق الأمر بفرقة الجيلالي عبد الحليم "الموجة" وفرقة "مصطفى كاتب" من مستغانم، وفرقة "الرسالة" للمسرح من المسيلة، و"جمعية مسرح الغد" لبراقي، على جانب فرقة مسرح "الحرف" لسيدي بلعباس. وستنطلق المنافسة الرسمية بمسرحية "العيشة مرة" للفرقة المستغانمية الجيلالي بن عبد الحليم متبوعة بمسرحية "دار في دار" لفرقة "مسرح الحرف" لسيدي بلعباس. وستنظم بالموازاة مع العروض المسرحية ثلاث ندوات حول مسرح "الحلقة".