كشف الروائي واسيني الأعرج في حديث ل''البلاد'' من العاصمة الفرنسية باريس، أنه تجاهل نصائح الأطباء بخصوص ضرورة الابتعاد عن الانفعالات وعدم إتعاب قلبه في فترة نقاهته بعد الوعكة التي تعرض لها مؤخرا، وقام بمتابعة المباراة الأخيرة التي خاضها المنتخب الوطني أمام نظيره الإنجليزي برسم منافسات الدور الأول من نهائيات كأس العالم رغم ما قد يحمله ذلك من مخاطر على قلبه ''قلت في نفسي ينعل بو الأطباء.. ولامانع أن أفقد حياتي في سبيل لقطة جميلة في مباراة حاسمة ومصيرية من هذا النوع''. واعتبر محدثنا الذي بدا في صحة جيدة، أن الصمود ظهر به ''الخضر'' أمام ''الأسود الثلاثة'' والتعادل المرضي الذي حققوه، يعد نصرا كبيرا في حد ذاته، كما تمكن هؤلاء اللاعبون الشباب من تلقين درس للسياسيين في الجوانب اللغوية والثقافية ''فلا يهم إن كنت تتكلم الشاوية أو القبائلية أو العربية بقدر مايهم ماتقدمه لهذا البلد''. وفي الوقت الذي اعترف فيه صاحب ''شرفات بحر الشمال'' أنه انسحب في نصف الساعة الأخير من الشوط الثاني للمباراة خوفا من أن تتمكن التشكيلة الإنجليزية من تسجيل هدف، قال إنه خرج إلى أحد شوارع الضاحية الباريسية حيث يقيم هناك العديد من الجالية الإفريقية والعربية، فإذ به يفاجأ بالشارع خاليا إلا من الأهازيج والصيحات المتعالية من شرفات المنازل، ليتمنى هنا أن يتمكن رفاق ''حليش'' من إتمام مشوار الانتصارات وتحقيق نتيجة طيبة أمام المنتخب الأمريكي، مضيفا ''رغم أننا كسبنا فريقا مشرفا؛ وهذا هو الإنجاز الحقيقي، غير أنني أخشى أن يتم تدمير هذا الإنجاز.. فهناك البعض في الجزائر من يحبون تدمير الأشياء الجميلة''. من ناحية أخرى، كشف واسيني الأعرج أن ''دار الآداب'' اللبنانية لم تعلمه بأنها بصدد ترشيح روايته الجديدة ''البيت الأندلسي'' التي فرغ من كتابتها مؤخرا وتوجد تحت الطبع، إلى جائزة ''البوكر'' للرواية العربية، مؤكدا أنه لم يسمع بالخبر الذي يتم تناقله هذه الأيام، غير أنه رجح أن تكون رواية ''أنثى السراب'' هي المعنية بالترشيح خصوصا أنها حظيت بنسبة كبيرة من المبيعات في بيروت إلى الدرجة التي دفعت ب''دار الآداب'' إلى التفكير في إصدار طبعة ثانية منها قريبا. وبخصوص ''البيت الأندلسي'' أوضح محدثنا أنها ستصدر هذه الأيام في لبنان في انتظار صدورها في الجزائر من طرف منشورات ''دار الفضاء الحر'' لصاحبتها الشاعرة زينب الأعوج. وفي سياق حديثه عن ''البوكر'' اعتبر واسيني أن أي جائزة أدبية، عامة، لا يجب أن تكون الهدف الأساسي للكاتب، وإن كان ترشيح أي عمل شيئا جميلا، إلا أن الأهم من ذلك، حسبه، هو أن يتمكن الكاتب من تقاسم الانشغالات التي يطرحها في رواية مثلا، مع الآخرين من خلال رواج عمله والنقاشات التي تدور بشأنه في مختلف المحافل والتظاهرات ''ثم تأتي الجائزة لاحقا من باب الاعتراف بما قدمه الكاتب وتثمينا له، فتعريفي للجائزة هو الاعتراف الجماعي بجهد فردي، وذلك بغض النظر عن القيمة المالية التي تمنحها.. وأنا أشفق على الذين يضعون الجوائز كهدف أسمى''، على حد تعبيره.