كل مشاركاتي في المهرجانات الدولية وأفلامي تحمل راية الجزائر وليس فرنسا ميزانية الفيلم قدرها 40 مليون دولار تساهم فيها الجزائر بأعلى نسبة أعلن المخرج رشيد بوشارب أنه سينهي منتصف العام القادم تصوير مشاهد فيلمه "البوليسي" الجديد "طريق العدو" باللغة الإنجليزية والمقتبس عن كتاب "رجلين في المدينة" لجوزي جيوفاني، ووضع له "السيناريو" الروائي ياسمينة خضرا، وتصور مشاهده في كوبا. وأوضح المخرج في الندوة التي عقدها صباح أمس بالجزائر العاصمة، أن هذا العمل سيكون تصحيحا لنظرة الغرب وخاصة الأمريكيين للمسلمين الذين يعتبرونهم "إرهابيين"، فيما تقدر تكلفة هذا الفيلم الروائي الطويل ب40 مليون دولار تتشارك فيها كل من وزارة الثقافة الجزائرية من خلال الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بنسبة عالية، إلى جانب كل من بلجيكاوفرنساوالولاياتالمتحدة. وتدور أحداث فيلم بوشارب حول قصة رجل أمريكي من أصول إفريقية يدعى "غارنيت" وقضى 18 سنة كاملة في السجن ب"نيو مكسيكو" ويقرر العودة إلى الحياة الطبيعية والاندماج في مجتمعه وذلك بمساعدة شابة تدعى "إيميلي سميث" وهي ضابطة الشرطة المكلفة به لكن ماضيه يلاحقه من خلال مطاردة قائد الشرطة "بيل اجاتي" حتى يُدفعه ثمن وفاة نائبه منذ عشرين عاما. وخلال رحلة البحث عن الذات؛ يفكر في الإسلام لكنه يصطدم بنظره الغرب له. وترك بوشارب الحديث عن باقي تفاصيل العمل الذي لن تشارك فيه وجوه جزائرية بل أمريكية، وذلك لحين عودته في زيارة أخرى إلى الجزائر شهر جانفي القادم. وتحدث بوشارب الذي بدا سعيدا بعودته إلى الجزائر، عن بداياته في عالم السينما عام 1985 ومشاركة العديد من الممثلين الجزائريين له وعلى رأسهم الفنانة شافية بوذراع والراحل العربي زكال وأحمد بن عيسى، فيما توقف المخرج المثير للجدل عند أزمة قاعات السينما في الجزائر التي تتمركز في أكبر المدن دون باقي الولايات، مؤكدا على ضرورة تهيئة دور السينما حتى تكون همزة وصل بين صناع السينما والجمهور. كما تحدث المخرج عن هوية أفلامه التي تثير حولها الكثير من التساؤلات، موضحا أنه دائما يشارك في المهرجانات السينمائية الدولية باسم الجزائر وتحت رايتها حتى إن كانت لا تمول العمل أو لا يشارك فيه ممثلون جزائريون، وقال هنا "أشعر بانتمائي إلى الجزائر وأحب احتضانها لي وأعمل على مقاسمة الآخرين ثقافتي وتاريخي الجزائر دوما بجانبي خاصة في مشاريعي الأخيرة". ثم عاد ليستعرض "ريبيرتوار" أفلامه التي قدمها وأثارت الكثير من الجدل حولها أهمها "الخارجون عن القانون"، موضحا أنه على السينما الجزائرية التفاعل مع جميع الأحداث الحاصلة في العالم وليس فقط داخل حدودها، ليشيد فيما بعد ببعض الأسماء الجزائرية وعلى رأسهم الروائي ياسمينة خضرا "هو روائي مهم وكبير وستجمعني معه الكثير من المشاريع مستقبلا". من ناحية أخرى، أوضح بوشارب في معرض إجابته عن سؤال حول عدم تصويره لبعض مشاهد أفلامه في الجزائر، أن قلة الإمكانات وتطورها خاصة ما تعلق باستوديوهات التصوير و"الديكورات" يحول دون تحقيق هذه الغاية، وهذا ما حدث عندما لجأ إلى تونس والمغرب لتصوير مشاهد فيلمه "آنديجان"، فقال "تونس تملك تقنيات عالية في التصوير وعلى الجزائر أن تحذو حذوها وأن تولي أهمية لقاعات السينما".