تنقل أمس، مصطفى كرطالي إلى إسبانيا، لمتابعة علاجه من مخلفات الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له قبل سنتين بمدينة الأربعاء، مما أدى إلى بتر ساقه صائفة .2006 قرار تنقل الأمير السابق لكتيبة الرحمان إلى إسبانيا لتلقي العلاج، يأتي في ظل عجز المصالح الطبية المختصة في الجزائر عن جبر الضرر الذي لحق به لعدم نجاح الساق الاصطناعية التي استفاد منها، مما جعله عرضة لآلام حادة على مستوى الساق على مدار سنتين ونصف، إضافة إلى المضاعفات التي لحقت به بسبب سوء التكيف. كما جاء قرار كرطالي بطلب العلاج في الخارج، اعتمادا على وسائله الخاصة، بعدما نال اليأس منه ومن جماعة الأيياس المحل وتبخرت آمالهم في الاستفادة من تكفل، كان قد وعد به كرطالي مباشرة بعد الحادثة من قبل وزير التضامن جمال ولد عباس، حسب تأكيد بعض قيادات الأيياس. وبحضور مسؤولين آخرين، تابعوا عن كثب ملف المصالحة الوطنية وساهموا في صناعة الوئام المدني مع الجيش الإسلامي للإنقاذ المحل. كما ألحوا على ضرورة التكفل الجيد بحالته سواء في الجزائر أو في الخارج، إذا اقتضى الأمر ذالك . وهو الأمر الذي دفع قيادة الأيياس للاعتماد على النفس وسخاء المحسنين الذين تحملوا مسؤولية التكفل برئيس البلدية السابق لمدينة الأربعاء، سواء في الجزائر للحصول على جواز سفر وكذا تأشيرة الدولة المضيفة، فضلا عن التكفل به في إسبانيا وتحمل جزء من تكلفة العلاج، إضافة إلى مصاريف أيام النقاهة التي تستدعيها فترة العلاج. وحسب معلومات كانت قد استقتها البلاد من محيط قيادة الأيياس، فإن كرطالي كان على مدار قرابة سنتين ضحية وعود بالتكفل به، لكن دون أن تجد ذات الوعود طريقها إلى التجسيد، مما دفع قيادة تنظيمه إلى مباشرة إجراءات الحصول على الجواز وتأشيرة السفر إلى إسبانيا وإعلان القطيعة مع محاولات التحسيس بحاجة كرطالي إلى العلاج في الخارج. ويبدو أن قضية كرطالي هي إحدى القضايا التي أثرت في موقف قيادة الجيش الإسلامي للإنقاذ من تطبيق تدابير ميثاق السلم والمصالحة، حيث لم يترددوا في الإشارة إلى بعض التعقيدات والتماطل والتسويف التي كانت قرارات الميثاق ضحية لها في ساحة التجسيد. ومهما يكن من أمر، فإن كرطالي وإن لم يستفد من الدعم الذي يكون قد وعده به الوزير ولد عباس، فإنه يكون قد استفاد من المصالحة الوطنية ومن دعم آخر وعلى مستويات أخرى ذات صلة قوية بملف المصالحة للحصول على جواز سفر والاستفادة من تأشيرة تسمح له بمغادرة التراب الوطني لأغراض إنسانية، على غرار عباسي مدني الذي استفاد هو الآخر من نفس الإجراء سنة 2003 غداة انقضاء مدة حبسه في الجزائر. للتذكير، كان مصطفى كرطالي ضحية اعتداء إرهابي انتقامي بسبب موقفه الإيجابي من المصالحة والوئام المدني، وكذا تحمله مسؤولية حماية أهالي الأربعاء من المجازر التي كانت ترتكبها زالجياس انتقاما من سياسة الوئام المدني التي كانت قد باشرتها السلطة وانخرط فيها الايياس المحل، الأمر الذي جعل مصطفى كرطالي محل تضامن كبير استقطب كبار الشخصيات والمسؤولين الذين لم يترددوا عن زيارته بمستشفى سليم زميرلي، حيث كان يتلقى العلاج وكان من بينهم اللواء الراحل اسماعيل العماري والرئيس السابق أحمد بن بلة وبلخادم ومهري وغيرهم.