- خلية أزمة لأحداث "سوسة" والأمن يشن أكبر حملة اعتقالات ضد "المتطرفين" دعت المنظمات الراعية للحوار الوطني في تونس إلى عقد جلسة مفاوضات بين قادة أهم القوى السياسية، وذلك للاتفاق على اسم رئيس الحكومة المقبلة. وتأتي هذه الدعوات بالتزامن مع رفض حركة النهضة الحاكمة اختيار محمد الناصر مرشحا لرئاسة الحكومة المقبلة، وإصرارها على مرشحها أحمد المستيري، رغم أن الأخير حصل على 4 أصوات فقط، ما قد يعني مراوحة الأزمة السياسية التونسية مكانها. وانتهت أمس، المهلة التي حددتها خريطة الطريق لإعلان المرشح لرئاسة الحكومة التونسية، بينما تتجه حركة النهضة الحاكمة خطوة جديدة باتجاه تمسكها بالحكم في تونس بسبب رفضها اختيار الناصر مرشحا لمنصب رئيس الوزراء المقبل، والذي سيقود حكومة من المؤمل أن تخرج البلاد من أزمتها السياسية الخانقة. وتدعم النهضة ترشيح المستيري البالغ من العمر 88 عاما، وترى وجوب العودة للمجلس التأسيسي لاختيار أحد المرشحين الأربعة، وهم: الناصر والمستيري وكمال النابلي وجلول عياد. وأوضحت الجبهة الشعبية، أحد أحزاب المعارضة، في تصريح الناطق باسمها، حمة الهمامي، في وقت سابق، أن لجنة المسار الحكومي داخل الحوار الوطني تتجه إلى التوافق على الناصر رئيسا للحكومة المقبلة، مشيرة إلى أن "المستيري" طاعنا في السن. ويرى مراقبون أن ذلك الصراع يعيد تونس إلى المربع الأول عند بدء المحادثات بين النهضة وأحزاب المعارضة برعاية اللجنة الرباعية التي يقودها الاتحاد العام التونسي للشغل على أساس خارطة الطريق التي طرحها في 17 سبتمبر الماضي لإنقاذ البلاد من أزمتها السياسية. وفي الأثناء، شكلت تونس خلية أزمة بشأن أحداث سوسة والمنستير، في حين يتواصل الحوار الوطني بهدف حل الأزمة السياسية بالبلاد وسط حديث عن خلافات حول اختيار رئيس الوزراء المقبل. وقال وزير السياحة التونسي جمال قمرة إن الخلية "كلفت بالإحاطة بنزل رياض النخيل بسوسة والاهتمام بمنظومة الأمن في المناطق السياحية. وأضاف أن الأضرار التي أحدثتها أحداث سوسة والمنستير "محدودة على القطاع حتى الآن". من ناحية أخرى، قامت الأجهزة الأمنية التونسية في اليومين الأخيرين بحملة اعتقالات واسعة في صفوف المنتمين للتيار الجهادي وخاصة أعضاء جماعة أنصار الشريعة، التي صنفتها الحكومة التونسية كتنظيم إرهابي في أوت الماضي، وصفها مراقبون بأنها الأكبر والأوسع منذ "أحداث سليمان" العام 2007. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر أمني قوله "إن قوات الأمن قد ألقت القبض على تسعة عناصر يشتبه في انتمائهم لتنظيم أنصار الشريعة وذلك على إثر مداهمة بحي السوافة الواقع بمدينة المتلوي من ولاية قفصة، الجنوب الغربي"، مضيفا أن المشتبه بهم قد حولوا منزلا بالحي إلى مصلى خاص بهم ومكانا للقيام بأنشطة محظورة على غرار عقد الاجتماعات وتخزين وجمع المطويات والنشريات الخاصة بتنظيم أنصار الشريعة ومناشير لزعيم هذا التنظيم المدعو أبو عياض".