نور الدين قريشي على اليسار رفقة صحفي ''البلاد'' التقيناه في فندق ''سان جورج'' ببريتوريا للدحيث عن المنتخب الوطني وعن حكايته مع المدرب رابح سعدان، إنه الدولي السابق نور الدين قريشي الذي لم يفقد شيئا من شبابه حيث رحب بنا على طاولة واحدة نتجاذب الحخديث عن أمر المنتتخب والكرة الجزائرية، حيث أكد قريشي أنه لم يعد يتحمل الوضعية الحالية للمنتخب. التي ''تتطلب التغيير'' ليس لأن المجموعة الحالية ليس فيها لاعبون كبار لكن المشكل يكمن في المدرب الأول، حسبه، الذي يجب أن يغيّر مع نهاية كأس العالم، حيث أعاب على سعدان نهجه التكتيكي الدفاعي في بعض المباريات لا سيما في مواجهة سلوفينيا التي كان يتوجب عليه اللعب بمهاجمين صريحين وعدم خوض المواجهة بمهاجم واحد خاصة أن الظهير الأيمن لسلوفينيا كان محدود المستوى، لكن كما قال فإن تفكير سعدان يبقى اللعب من أجل تقليل الهزيمة. كيف حالكم، سيد قريشي؟ أستسمحك لا تناديني سيد قريشي.. بل نور الدين فقط، الحمد الله أنا في أحسن أحوالي، كما أستحسن كثيرا خرجة الفاف الأخيرة التي سمحت لنا بالذهاب مع المنتخب الحالي لمشاهدة مبارياته عن قرب، وهو اعتراف ضمني برد الجميل ولو بالتفاتة بسيطة لكنها تعني الكثير. كيف تقيّم مستوى كأس العالم الحالية؟ الأمور لم تتضح بعد، فالأشياء الجدية تبدأ في الدور الثاني. أما عن المستوى العام فهناك مباريات كبيرة وأخرى لم ترق إلى المستوى، كما شد انتباهي عدم وجود كل من إيطاليا بطلة العالم وفرنسا التي أقصيت في الفورمة، فكأس العالم تتطلب تحضيرا خاصا ويجب على اللاعبين أن يكونوا جاهزين في المدة التي تلعب فيها كأس العالم، وهي الأشياء التي لا تتوفر عند هذين المنتخبين، عكس البرازيل الذي أراه سيصل إلى المباراة النهائية. كيف شاهدت مباريات الخضر (الحوار أجري قبل مباراة الولاياتالمتحدة) إلى حد الآن وما تقييمه لها؟ تابعت مباراة سلوفينيا التي كنا نستحق الفوز فيها لولا بعض الثغرات التكتيكية التي يتحملها المدرب لاسيما أن الفريق السلوفيني لم يقدم الشيء الكثير في المواجهة وكان من السهل علينا تحقيق النقاط الثلاث التي كانت كفيلة بتصحيح مسارنا في هذه المجموعة. أما في مباراة إنجلترا فلم نقدم أداء هجوميا بل اعتمدنائ على الدفاع. وكما يعرف الجميع نملك دفاعا صلبا يمتاز بالقوة البدنية، وهو ما جعل المنتخب يخرج بالتعادل في هذه المواجهة. الجزائر تبقى في سلسلة سبع مباريات دون تسجيل أهداف إذا لم نحتسب هدف الإمارات الذي جاء من ضربة جزاء، بصفتكم لاعبا سابقا في المنتخب أين يكمن المشكل الحقيقي؟ ليس هناك مشكل، فالجميع يتحدث عن غزال بأنه لاعب عادي جدا ولا يقدم مباريات كبيرة، وأقول إن السبب وراء العقم الهجومي وعدم بروز غزال هو اختيارات سعدان التكتيكية التي أخلطت الحابل بالنابل، فعقلية رابح سعدان تعتمد بالدرجة الأولى على النهج الدفاعي البحت فكان حريا به الاعتماد على مهاجم آخر يساند غزال في مباراة سلوفينيا التي كنت أرى فيها أن دخول بودبوز كان سيفيد كثيرا المنتخب بالنظر إلى مستوى الظهير الأيمن للمنتخب السلوفيني الذي كان ضعيفا بكل المقاييس. فلا ينبغي على الجزائريين تحميل اللاعبين أكثر من طاقتهم، فكما قلت العارضة الفنية الحالية تتحمل المشكل الهجومي الذي يتواصل في المنتخب. نعود إلى قضية المشكل المطروح بين بعض اللاعبين والمدرب الحالي، ما تعليقك على هذا؟ إنه شيء عادي يحدث في جميع المنتخبات العالمية، أتذكر أنه حدث معنا السيناريو نفسه في مونديال 1986 حيث ظهرت التكتلات والانشقاقات، يجب أن يعرف الجميع شيئا واحدا هو أنه عندما يعسكر منتخب لمدة طويلة تبدأ علامات سلبية تظهر من اللاعبين تجاه بعضهم بعضا، وهو ما يحدث حاليا لكنه شيء عادي. لكن هناك بعض الأشياء تحدث في المنتخب الحالي، فأنا على اتصال دائم بلاعبي المنتخب الوطني وأعرف جيدا جوهر ما يحدث في الخفاء. ألا تعتقد أن وسط الميدان الدفاعي للمنتخب الوطني تحسن كثيرا بعد الاستغناء عن منصوري ومنح الثقة للحسن ويبدة؟ لا أخفي عليك أنه لم تعجبني الطريقة التي أبعد بها منصوري عن المنتخب لاسيما أنه لعب جميع المباريات الودية، بما في ذلك لقاء الإمارات الأخير والذي سبق مباشرة كأس العالم، وكان على سعدان أن يتصف بالقليل من الشجاعة من أجل سحب البساط من تحت قدمي منصوري قبل المونديال وليس بهذه الطريقة التي لا تليق بلاعب في حجم منصوري الذي قدم الكثير للمنتخب الوطني ويعتبر قائد المنتخب أيضا. ما رأيك في المجموعة الحالية للمنتخب الوطني؟ قلت، ولا أزال أقول، إن المنتخب الحالي هو منتخب المستقبل وليس في هذه الكأس، صحيح أن لدينا لاعبين موهوبين لكن أعتقد أنه يتوجب على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التخلي عن رابح سعدان بعد المونديال لأن المنتخب الحالي يتطلب مدربا يستطيع الرفع من المستوى والنظر إلى أهداف أخرى تتمثل بالدرجة الأولى في الفوز بكأس إفريقيا مثلا والذهاب الى أبعد نقطة في كأس العالم القادم في البرازيل سنة .2014 . سمعنا أن الاتحادية كانت تنوي الاتصال بك لمساعدة سعدان في العارضة الفنية؟ سمعت بذلك عبر الصحف لكن ما استغربته كثيرا ردة فعل رابح سعدان الذي أقام الدنيا ولم يقعدها عندما سمع بالأمر. أقول إن التفكير الحالي لرابح سعدان لا يتماشى مع فكري في كرة القدم، فتخوفه الدائم من الهزيمة يضطره إلى الارتكاز على خطة دفاعية بحتة والجميع يعلم لماذا اختار زهير جلول مساعدا له ولا أريد التطرق أكثر إلى هذا الموضوع لأنه سيجرح العديدين. هل أنت مستعد للتدريب في الجزائر؟ أقولها صراحة إذا اتصلت بي الفاف من أجل تدريب المنتخب الأول فسأكون أول من يقبل هذا العرض. ما رأيك في سياسة الفاف التي تعتمد بالدرجة الأولى على استقدام لاعبين مغتربين؟ ليس هناك فرق بين جزائري في الجزائر والآخر يعيش في الخارج، إلى جانب ذلك فهذه المجموعة اعتبرها الأحسن بعد جيل الثمانينيات بكل المقاييس. أما عن سؤالك فأؤكد أن المشكل المطروح والأزلي يعود للتكوين الغائب تماما في الجزائر. من تتوقع له الفوز بكأس العالم؟ أنتظر نهائيا برازيليا مع أحد الفرق الأوروبية. بالأحرى ستكون ألمانيا.