^ الجزائر تتمتع بثقل استراتيجي في المنطقة العربية والمغاربية التي استدعت تغيير جدول أعمال كيري، لما تم إرجاؤها إلى تاريخ آخر، نظرا إلى ما تمثله الجزائر من ثقل استراتيجي في المنطقة العربية والمغاربية. وأبدت الصحيفة اهتماما كبيرا بزيارة كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية التي سيتم خلالها إجراء مباحثات عالية المستوى مع أسمى المسؤولين في البلاد وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، خصوصا ما اعتبرتها بالمقومات الكبيرة التي تتوفر عليها، منها الثروة البترولية والقوة الكبيرة التي تتمتع قواتها المسلحة ومصالحها الاستخبارية وخبرتها الكبيرة في مكافحة الجماعات الإرهابية. ولكن الصحيفة أشارت إلى أن جون كيري سوف يجد صعوبة كبيرة في دفع الجزائر نحو دور "أكثر حسما" في المنطقة في إشارة إلى الحملات العسكرية التي تقوم بها دول غربية من حين لآخر ضد الجماعات المسلحة في مناطق من شمال إفريقيا والساحل، بسبب ما وصفته بطبيعة التوجهات التي تسير عليها البلاد التي لا تتحمس للتدخلات العسكرية خارج الحدود الوطنية. واعتبرت "النيويورك تايمز" أن الجزائر ينبغي أن تلعب دورا أكبر وهو ما تقتضيه الإمكانات التي تتوفر عليها، وما تمر عليه المنطقة من تحديات على المستوى الأمني، نتيجة التطورات التي عرفتها دول الجوار وعلى الخصوص ليبيا ومالي، والاعتداء الكبير الذي نتج عنه، حين تمكنت جماعة إرهابية من اقتحام منشأة تيڤنتورين وحجز رهائن جزائريين وأجانب بداخلها، الأمر الذي دفعها إلى تشديد رقابتها على المناطق الحدودية، وهو ما رأت الصحيفة أنه تقاطع مع الاستراتيجية الأمريكية في مكافحة تنظيم القاعدة في منطقة شمال إفريقيا والساحل، ولهذا فإن واشنطن ترغب في بناء شراكة متينة مع الطرف الجزائري لتحقيق "هذا الهدف المشترك". وحول هذا الجانب ، تحدثت الصحيفة مع وزير ترقية الصناعة والاستثمار عمارة بن يونس الذي أكد على الاتجاه نحو تعزيز أكبر للأمن الحدودي، رغم التكاليف الباهظة التي يكلفها، و«لكن الجزائر مجبرة على أن تبقى فطنة"، يضيف الوزير. سياسيا، أبدت الصحيفة الأمريكية المرموقة، اهتماما بالغا بالتطورات السياسية التي تعرفها الجزائر، وخصوصا الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، والجدل الحاصل بين المتحمسين لتولي الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة بحجة ضمان استمرار الاستقرار الذي عرفته الجزائر من عام 1999، والداعين لانتخاب رئيس جديد يكون من الأجيال الشابة الراغبة في استلام المسؤولية من جيل الثورة. وفي المجال الاقتصادي والاجتماعي، أشارت "النيويورك تايمز" إلى أنه نظريا تتوفر الجزائر على ثروات كبيرة، يمكن أن ترفع مستوى المعيشة بها، لكن الإجراءات البيروقراطية كانت لها آثار جد سلبية على سير الاقتصاد الوطني ومن ثم على الجانب المعيشي للمواطنين، وبالخصوص عجز سوق العمل على استيعاب الطاقات الشبانية التي تتوفر عليها البلاد، خاصة 300 ألف متخرج سنويا من الجامعات، وهو ما تساءل عنه المحلل الاقتصادي والمترشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المرتقبة العام المقبل أحمد بن بيتور.