الديوان الوطني للثقافة والإعلام يحيي ذكرى الفنانة عائشة عجوري كلثوم التي اكتشفها باشطارزي كانت أول امرأة تدخل المسرح تعرض غدا ب"قاعة "الموڤار" في العاصمة، أحد أشهر أفلام المخرج محمد لخضر حمينة "ريح الأوراس" و"ديسمبر" اللذين شاركت فيهما الفنانة الراحلة عائشة عجوري الشهيرة ب"كلثوم"، حيث سيكون عرض الفيلمين تكريما للفنانة الراحلة، وذلك بحضور نخبة من الفنانين والسينمائيين وعدد من رفقائها. كما سيكون الموعد مناسبة لاستحضار أجمل المشاهد التي أبدعت في تجسيدها سيدة المسرح والسينما كلثوم التي كانت أول امرأة اعتلت خشبة المسرح ورحلت في مثل هذا الشهر من عام 2010 بعد أن استحقت عن جدارة لقب "عميدة المسرح الجزائري". ويصور فيلم "ريح الأوراس" الحاصل على جائزة في مهرجان "كان" السينمائي الدولي بفرنسا عام 1967؛ معاناة سيدة من منطقة "الأوراس"، توفي زوجها إثر قصف جوي للمنزل، واعتقال الجيش الفرنسي أيام الاستعمار للابن. ويقف المشاهد مدة 95 دقيقة وضمن تسلسل منطقي للأحداث، أمام وصف لمعاناة لم تستسلم لها بطلة العمل "كلثوم" ولم تيأس في البحث عن ابنها رغم الصعاب والمعوقات وضعف الحال، فجالت من معتقل إلى آخر عسى أن ترى فلذة كبدها. وفي مشهد درامي تموت الأم عند السلك الشائك الذي يحيط بمكان اعتقال ابنها رغبة منها في الاقتراب أكثر منه، وكل ذلك في إطار لوحة سينمائية حقيقية شارك في تجسيدها إلى جانب الراحلة كلثوم، الممثلون الراحل حسان الحسني الشهير ب "بوبڤرة" ومحمد الشيخ ومصطفى كاتب وآخرون. كما سيتم عرض رائعة أخرى من روائع لخضر حمينة وهو فيلم "ديسمبر". من ناحية أخرى، تعد "كلثوم"، وهي من مواليد 4 أفريل 1916 بالبليدة، أما للمسرح الجزائري بامتياز، فهي أول امرأة تقتحم عالم "أبي الفنون" في فترة لم تكن سهلة بالنسبة لغالبية النسوة في الجزائر، وهي فترة الثلاثينيات، حيث اكتشف موهبتها الفذة الراحل محي الدين باشطارزي سنة 1935 الذي شجعها على دخول المسرح ولم تكن تتعد آنذاك سن الثالثة عشرة، فكانت بدايتها كفنانة راقصة رفقة فرقة مسرحية تونسية، لتنتقل بعدها إلى "فرقة بشطارزي" بعد ثلاث سنوات، لتنضم لاحقا إلى فرقة المسرح العربي التابعة لما كان يعرف ب"دار الأوبرا" قبل إغلاقها سنة 1955 لتلتحق بعدها بالمسرح الوطني وتتفجر طاقاتها الإبداعية فيه رفقة رموز وأعمدة "أبي الفنون" الجزائري على غرار مصطفى كاتب بدورها الاستثنائي في المسرحية الشهيرة "أبناء القصبة" للكاتب المسرحي عبد الحليم رايس. وتحمل الفنانة "كلثوم" رصيدا مسرحيا ثريا كونها وقفت على الخشبة إلى جانب عمالقة المسرح الجزائري أمثال يحيى بن مبروك والحاج إسماعيل وسيد علي كويرات وسيد أحمد أقومي، والراحل "رويشد" في مسرحية "حسان طيرو". وتميزت في كثير من الأعمال المسرحية أبرزها "وردة حمراء من أجلي" لعلال المحب و"السلطان الحائر" رفقة عبد القادر علولة و"ديوان القراقوز" لولد عبد الرحمن كاكي و"سكة السلامة" للفنان المسرحي المصري الراحل سعد أردش، بالإضافة إلى مسرحيات "المتعصبون" لحاج عمر، و"عفريت" التي مثلتها مع الفنان امحمد بن ڤطاف، وأعمال أخرى فاق عددها السبعين تركت بصمتها في مسار المسرح الجزائري.