افتتحت مساء أول أمس بسطيف، أشغال الملتقى الوطني حول أعمال ومسيرة الروائي الجزائري الراحل الطاهر وطار، حيث ستكون أشغال هذا الملتقى الأول الذي يدوم يومين؛ فرصة لدراسة أعمال هذا الأديب الكبير الذي اتسمت مسيرته بالزخم والثراء والتنوع وحمل قيم فنية واجتماعية جديرة بالدراسة والتأمل على مدار 50 سنة كاملة. كما سيشارك في هذا الملتقى كوكبة من الأدباء والأكاديميين من مختلف الجامعات على غرار جامعة سطيف والعاصمة وقسنطينة وسكيكدة وأم البواڤي، ومن هؤلاء عبد الغني بارة والسعيد بوطاجين وليامين بن تومي، إلى جانب رئيس "جمعية الجاحظية" محمد تين وآخرين من تونس. وأكد المشاركون أن هناك "تقصيرا كبيرا في حق هذا الكاتب خاصة من حيث دراسة أعماله. وفي مداخلة حضرها عدد كبير من الأدباء والأكاديميين وطلبة الجامعة بدار الثقافة "هواري بومدين"، أوضح رشيد كوارد من جامعة البليدة أنه رغم ما أنجز من أعمال ودراسات حول "أبي الرواية الجزائرية المعاصرة"، إلا أن ذلك يبقى قليلا، مضيفا أن وطار أدى دورا كبيرا في ترسيخ الرواية الجزائرية باللغة العربية وتجسيد قالبها الفني الموسوم بسمة عربية لتصبح أعماله موضوعا للكثير من الدراسات والأبحاث الأكاديمية والنقدية، داعيا إلى العمل من أجل البحث والتعمق في أعمال وكتابات هذا الروائي الكبير، وتدارسها بالشكل الذي يسمح بإبراز أشهر أعماله وما كتبه من روايات طويلة مثل "اللاز" التي ترجمت إلى العديد من اللغات العالمية بوصفه فعلا روائيا ثقافيا جديدا في العالم العربي والعالم ككل، ورواية "الزلزال" و"الحوات والقصر" و"عرس بغل". ورأى المشاركون أن هذه التظاهرة تعد بمثابة فرصة للاحتكاك بين النخب الجامعية والفكرية والأدبية لتقديم بحوث جديدة حول أعمال الطاهر وطار ومساهماته في التأسيس للرواية الجزائرية. وقال مدير الثقافة إدريس بوديبة إن هذا الملتقى يشكل فرصة للتعريف بهذه الشخصية الأدبية الجزائرية التي تركت تراثا إبداعيا شامخا وجعلها مرجعا ومعينا للدارسين لإعادة اكتشاف جزء من التاريخ الثقافي والأدبي الجزائري. ووصف الطاهر وطار بالشخصية المتعددة الجوانب، حيث استطاع بحنكته ودهائه أن يكون من أول المؤسسين للصحافة المكتوبة في الجزائر بعد استرجاع الاستقلال؛ ومن مؤسسي العمل الجمعوي الثقافي. كما ترك بصماته وأصبح من أهم الروائيين العرب الذين كتبوا عن الطبقة المتوسطة، وخلف وراءه تراثا روائيا لا يستهان به.