لم تضع حرب ''الشعارات العنصرية'' التي تقودها الأحزاب السياسية الفرنسية المحسوبة على التيار اليميني ضد الجزائر، أوزارها بعد، حيث قام أعضاء من الجبهة الوطنية للشبيبة بفرنسا أول أمس، بعرض ملصقة جديدة معنونة ب ''هنا فرنسا'' تبين صورة ليد تزيح العلم الجزائري وتجذبه نحو الأسفل، لتظهر ألوان العلم الفرنسي مع إبراز الضواحي التي تشهد تدفقا كبيرا للجالية الجزائريةبفرنسا على غرار مرسيليا، باريس، لافيل نوف -سان جورج. - وكشف دافيد راشلين، المنسق الوطني للجبهة، في حديث لجريدة ''نيس ماتان'' الفرنسية، أن ''الصورة التي نسخ عنها 300 ألف نسخة، ما هي إلا رد مباشر وصريح على التجاوزات المرتكبة في حق العلم الفرنسي، الأمة والشعب عموما''، في محاولة منه لترويج فكرة مفادها أن ''جميع مصائب فرنسا نابعة من الجزائريين المتواجدين على ترابها''، انطلاقا من حرق العلم الفرنسي بتولوز، استبدال الراية بالعلم الجزائري بسان جورج، وصولا إلى تشييد مراكز إسلامية بالضواحي الفرنسية. وبرر راشلين، استخدام العلم الجزائري دون سواه في الملصقة الجديدة قائلا ''هناك أزمة بخصوص الجاليات المتواجدة بفرنسا واستخدام الراية الجزائرية جاء لتقديم مثال عن الوضع فقط''، وهو تعليل غير منطقي صادر على لسان ناشط في حزب لوبان الذي تحولت فيه الرموز الجزائرية إلى تقليد لإثارة العنصرية تحت غطاء ''الجاليات''. ويسعى اليمين الفرنسي، وعلى رأسه حزب جون ماري لوبان، مرة أخرى، لتوظيف كل ما هو ''جزائري'' في خطابه الرئاسي العنصري لكسب أصوات الفرنسيين من حوله وتغطية ''عقمه'' السياسي، بحجة حماية الهوية الفرنسية. فبعد ''المهزلة''التي تفنن فيها ''عنصريا''من خلال الشعار الذي اختاره لحملته الانتخابية المنصرمة ''لا للأسلمة''، حيث جمع فيه بين البرقع، المآذن وصورة لخريطة فرنسا بألوان العلم الجزائري، وهو ما يعتبر تجاوزا أخلاقيا، سياسيا ودبلوماسيا، ها هي نفس الأبواق تجدد اليوم حملتها ضد التواجد الجزائريبفرنسا لتضع عبر ذلك أولى خطاها على أرضية السباق الرئاسي المنتظر عام .2012 والمثير في الأمر، أن الأطراف الفرنسية التي تدّعي أنها تهدف إلى حماية المعتقدات والقيم والهوية، هي ذاتها الجهات التي ستخلق ''شرخا'' بين المواطنين على التراب الفرنسي وتساهم في ''تأجيج'' نيران الحقد والكراهية بينهم باعتبار أنها تتسارع نحو تصنيف الجالية الجزائرية، دون غيرها، ضمن خانة الأعداء الواجب محاربتهم وإلا فإن فرنسا مهددة في وجودها أما هويتها فتتجه نحو الزوال والاندثار. ومن الآثار المنعكسة على سياسة التيار اليميني المتجه نحو التطرف، تشبع الشارع الفرنسي بفحوى الخطابات العنصرية المضادة للجزائر إلى حد ''التخمة''، بدليل الأبعاد التي اتخذها احتجاج العديد من الفرنسيين على مستوى الفدرالية الفرنسية لكرة القدم نهاية الأسبوع الماضي بباريس، حيث بالرغم من أن الحادثة تندرج في قالب فرنسي بحت، إلا أن المحتجين قاموا بإلصاق لافتة ''هنا باريس وليس الجزائر'' على جدار الفدرالية!