المواطنون يطالبون بالأمن والأئمة يدعون إلى التعقّل تجددت أعمال العنف والشغب، أول أمس، بولاية غرداية من جديد رغم دعوات التسامح ونبذ الأحقاد التي دعا اليها شيوخ واعيان المنطقة، حيث لا يزال تصعيد مسلسل الأحداث والتطورات التي تشهدها الولاية لليوم الرابع على التوالي حيث انتقلت شرارة الفتنة بالمنطقة لتشمل عدة أحياء كبرى، كحي المجاهدين وحي الحاج مسعود وحي الثنية وحي سالمو عيسى وحي السوق في حين ساد التوثر في كل من أحياء مرماد والعين والشعبة ". وأوضحت مصادر عليمة في اتصال هاتفي "انه ورغم تدخل قوات مكافحة الشغب في العديد من هذه النقاط، إلا أنها لم تتمكن من استقرار الأوضاع، وسط شلل أغلب الطرقات الرئيسية المؤدية لوسط، وقد لجأ المئات من الشباب استعمال الأرصفة كحجارة في المشادات وإضرام العجلات المطاطية ما أدى إلى إصابة ما يفوق 360 شخص نقلو بعدة عيادات منهم عدد أصيب بجروح متفاوتة الخطورة كما تم إصابة ما يفوق 40 شرطي في المواجهات بين المواطنين المنتشرين في هذه الأحياء وقوات مكافحة الشغب التي تواصلت لساعات متأخرة من الليل إنجر عنها حرق 5 محلات، الأمر الذي دعا بالقوات استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المتخاصمين ". وأضافت هذه المصادر "ان مصالح الأمن تمكنت من توقيف عدد من الشباب بتهمة الإخلال بالنظام العام في أعمال الشغب، فضلا عن تعزيزها للمنطقة خشية اندلاع مشاكل أخرى تتسبب في خسائر مادية وبشرية الأمر الذي كان محل انتقادات كبيرة من طرف المواطنين الذين قالوا أن القوات ليست كافية لتتحكم في الوضع خاصة بعد صدور بيان لاتحاد التجار والحرفيين ولجنة التجار والحرفيين لجبهة القوى الاشتراكية والذي أعلن فيه عن الدخول في إضراب عام مفتوح رافعين جملة من المطالب تمس شريحة التجار التي قالوا أنها مستهدفة، مطالبين بتوفير الأمن في كامل تراب الولاية وخاصة المناطق التجارية، ووضع حل جذري ونهائي للصراعات والمناوشات التي يتحمل في كل مرة عاقبتها التجار، كما طالبوا بمتابعة ومعاقبة كل متسبب قام بالفوضى، وتعويض جميع الضحايا والتجار تعويضا عادلا وفي أقرب وقت. من جانب آخر، أفادت هذه المصادر "ان والي الولاية قام بتشكيل خلية أزمة رفقة المجلس الأمني لاحتواء الوضع قبل تفاقم الأزمة في حين يرى البعض أن الحلول المطروحة تستلزم تدخل قوات الدرك الوطني وإن استلزم الأمر الاستعانة بالجيش الوطني الشعبي الذي يبقى أحد مقومات المجتمع الذي يتفهم له الشارع". من جهة أخرى دعا أئمة المساجد إلى ضبط النفس مناشدين تدخل المجتمع المدني لوقف هذه الفتنة متسائلين عن أسباب اندلاعها، في حين فشلت فعاليات المجتمع المدني في إعطاء نفس لمختلف المبادرات".