لم تكن "النكتة" التي اطلقها الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند التي كادت أن تفسد العلاقات بين الجزائر و فرنسا عقب الزيارة التي قام بها وزيره الأول و طاقمه الوزاري هي السقطة اللغوية الوحيدة التي وضعته محل الانتقادات الواسعة في كلا البلدين ، فللرئيس الفرنسي سوابق كثيرة في هذا الموضوع ، جعلت الصحافة الفرنسية تستبدل تسميته ب "السيد الرئيس" ب "سيد النكت"، و التي لم تكن كلها تثير الضحك بقدر ما تتسبب في هجمات ضده و ضد اسلوبه في الكلام. و كانت أول سقطة وقع فيها هولاند في الساعات الأولى عقب تنصيبه رئيسا ، زار خلالها ألمانيا و وقع في خطأ بروتكولي على السجاد الأحمر و هو يستقبل من طرف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، ليبدو أنه جاهل تماما بمراسيم الاستقبال الرسمية ، و التي كان من المفروض أنه يعرفها نظرا لحياته السياسية الطويلة ، أو على الأقل خلال الفترة التي فصلت بين انتخابه و تعيينه الرسمي، و هو ما استغلته الصحافة الفرنسية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في السخرية من الرئيسي في أول يوم من توليه الرئاسة. و في شهر فيفري الماضي سجل هولاند سقطة أخرى حين سألته الصحافة عن موقفه من انتخابات الكنيسة الكاثوليكية لبابا جديد بعد استقالة البابا بينيدكت السادس عشر ، فعوض أن يراعي مكانة هذه المؤسسة الدينية في بلاده و في كل العالم حيث يتجاوز أتباعها المليار و النصف ، أجاب هولاند "أن فرنسا لم تقدم مشرحها في هذه الانتخابات" في استخفاف واضح بهذه الانتخابات ، مما جعل الصحافة الفرنسية تهاجمه بشدة عقب هذا التصريح ، ووصفه وزير الداخلية السابق كلود غيون بالكلام الغير المسؤول و الغير الموفق". و في تصريح آخر ألهب مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة ، لم يفرق "سيد الايليزي" بين الشعبين الصيني و الياباني ، خلال زيارته الى طوكيو في شهر جوان الماضي ، في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزارء الياباني "شينزو آبي" ، حيث نسي عند تقديمه التعازي حول الهجوم الارهابي في تيغنتورين أن المقصود هو الشعب الياباني و ليس الصيني كما قال هو و كررها عدة مرات من دون أن ينتبه الى الخطأ الكبير، خصوصا في عز الحساسية بين القوتين الكبيرتين في أقصى شرق آسيا و التنافس الكبير بينهما على القوة و النفوذ ، مما جعل خطأ هولاند يتضاعف كثيرا في آثاره، رغم ان المترجمة الفورية من الفرنسية الى اليابانية تنتبه الى الخطأ و تصححه ، لكن الصحافة في فرنسا تلقفت "الهفوة" و جعلت منها مادة للسخرية على مدار أيام. و قبل المزحة الثقيلة التي أطلقها هولاند ضد الجزائر ، كانت له خرجة "بهلوانية" من خلال ابتسامة خرقاء له و يحضر انطلاق الموسم الدراسي باحدى المدارس ، حيث اقنتصه مصور وكالة الأنباء الفرنسية و هو يبتسم بطريقة "خرقاء" جعلتها تتصدر الصفحات الأولى للصحف و المجلات الفرنسية و التي لم توفر الفرصة للسخرية من سيد الايليزي الذي غضب من الأمر و طلب من الوكالة سحب الصورة ، حيث امتثلت لرأيه بعد فوات الأوان و انتشارها عبر العالم و استعمالها للضحك في صفحات الفايسبوك و تويتر.