مع تصاعد حدة التوتر في الشرق الأوسط بسبب أزمة الملف النووي الإيراني، وانسداد العملية التفاوضية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، بالإضافة إلى تعاظم القوة العسكرية لحركات المقاومة ''حزب الله وحماس''، تذهب العديد من الجهات العسكرية والصحفية الإسرائيلية إلى ترجيح احتمال نشوب حرب مدمرة تشنها إسرائيل للتخلص من التهديد النووي الإيراني ولتأديب قوى الممانعة لدفعها إلى التراجع·وفي هذا الإطار كشفت صحيفة ''هأرتس'' عن تدريبات يقوم بها الجيش الإسرائيلي تتركز في اختراق المواقع والتحصينات المشابهة لتلك التي أقامها حزب الله بشكل واسع في لبنان والتي ساهمت في هزم الجيش الإسرائيلي في حربه مع الحزب اللبناني سنة ,2006 حيث قام ببناء محمية طبيعية على جبال الكرمل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة مشابهة تماما للتحصينات التي أقامها حزب الله في جنوب لبنان، وأنّ الجيش الإسرائيلي يقوم بإجراء تدريبات لمحاكاة هجوم إسرائيلي محتمل ضدّ حزب الله وأضافت الصحيفة أن قوات الجيش، وفي مقدمتها أفراد وحدة النخبة (غولاني) يقومون بالتدرب بشكل مكثف للغاية بهدف تحقيق انجازات كبيرة في المواجهة القادمة مع حزب الله· وفي سياق التوقّعات الإسرائيلية، تطرح السيناريوهات الآتية:1- تجدّد المواجهة مع حزب الله ما يجعل المدن الإسرائيلية تحت مرمى الآلاف من صواريخ الحزب وهو أشد ما تخشاه إسرائيل ما قد يؤدي لسقوط مئات الاسرائييلين وشل الكيان بصورة كاملة وهنا يطرح استعمال الجيش الإسرائيلي للأسلحة الكيميائية في لبنان ما قد يؤدي لسقوط آلاف القتلى من المدنيين·2- شن هجمات إسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية ما يدفع إيران إلى إطلاق عشرات الصواريخ نحو إسرائيل والقواعد الأمريكية في الخليج الأمر الذي يؤدي إلى اشتعال المنطقة بشكل كامل، بالإضافة إلى إغلاق إيران لمضيق هرمز الذي تمر عبره معظم الإمدادات النفطية العالمية ما يؤدي إلى انهيار هستيري في الأسواق المالية الدولية ومن ثمة أزمة مالية قد تفوق بكثير أزمة سنة .20083-اشتعال الجبهة السورية وتعرض إسرائيل لهجمات صاروخية قاسمة للجيش السوري ما يدفعها لتدمير البنى التحتية السورية وإيقاع آلاف الضحايا وهو ما حذر منه وزير خارجيتها ليبرمان بقوله سنسقط نظام الأسد في أي حرب مقبلة وسنعيد دولته للعصر الحجري، أما قائد الذراع البرّية في الجيش الإسرائيلي أفي مزراحي، فقال أن إسرائيل قد تواجه سلاحا غير تقليدي في حربها المقبلة مع سورية التي تملك جيشا نظاميا كبيرا ومجهّزا، وحذّر من أن الجيش الإسرائيلي لم يتدرّب كفاية لمواجهة هذا الاحتمال، كما قال مزراحي انّه لا بدّ من تدمير قسم كبير من هذا الجيش قبل وصوله الينا، ولم يستبعد الجنرال الإسرائيلي إمكانية استخدام السلاح الكيميائي في الحرب المقبلة، واعتبر ذلك تحدّيّا عملياتيا على الجبهة السورية·4-اجتياح واسع لقطاع غزّة من اجل إسقاط حركة حماس، وإعادة القطاع إلى السلطة الفلسطينية، وسقوط آلاف الضحايا على غرار حرب غزة الأخيرة·5- نشوب اضطرابات سياسية كبيرة في الدول العربية المتحالفة مع إسرائيل على غرار الأردن ومصر قد تسقط هذه الأنظمة وهنا كشفت دراسة أجراها معهد إسرائيلي، (غيوكارتغرافيا) النقاب عن أنّ معظم الإسرائيليين يطالبون بالاستعداد لمواجهة مرتقبة مع مصر، في حال حدوث تغيير على مستوى السلطة، وهو تغيير مرتقب في السنوات القليلة المقبلة، وأكدت الدراسة الإسرائيلية أن من تُسميهم بالجهاديين، يمكن أن ينتزعوا السلطة في السنوات العشر المقبلة، بصورة تصبح معها كل اتفاقات السلام الموقّعة مع مصر ساقطة، ولا بدّ بالتالي من إدخال هذه الاحتمالات في الحسابات التسليحية الإسرائيلية، على حد تعبيره·وهنا يطرح السؤال عن مدى استعداد العالم العربي لمواجهة هذه السيناريوهات التي ستقع داخله طال الزمان أم قصر، بسبب تصادم المصالح والمشاريع بين قوى الممانعة و إسرائيل، حيث يبدوا أن الأنظمة العربية تعول على الإدارة الأمريكية في رسم خريطة المنطقة مستقبلا، فيما تعرض عن خيارات الشعوب الطامحة إلى مستقبل مختلف للمنطقة·