فتحت مصالح الضبطية القضائية للدرك الوطني بولاية غرداية، تحقيقات مُوسعة في عدة بلديات على مستوى الولاية التي شهدت أعمال العنف والفوضى مؤخرا، وذلك من أجل توقيف المُحرّضين ودعاة تجديد أحداث العنف والمشادات بين المواطنين، إلى جانب فتح تحقيقات لتحديد هوية المتورطين في عمليات السرقات ونهب وحرق المنازل والمحلات التجارية. وفي هذا الخصوص استرجعت مصالح الدرك الوطني عدة مسروقات تمت سرقتها خلال هذه الأحداث، وتم توقيف ليلة أمس أربعة أشخاص متلبسين بسرقة ممتلكات المواطنين يجري التحقيق معهم لتحديد هوية باقي شركائهم. أكدت مصادر موثوقة ل "البلاد" أن التحقيقات الأمنية التي قامت بها مصالح الدرك الوطني في غرداية، بيّنت عن وجود محاولات لزرع الفتنة ونقل الأحداث والمواجهات إلى عدة مناطق بغرداية، وبناء على ذلك وبحضور قائد القيادة الجهوية الرابعة للدرك الوطني بورقلة، تقرر تعزيز الولاية بقوات إضافية للدرك بتعداد يقدر ب 3 آلاف دركي مثلما نقلته "البلاد" في عددها أمس، مع انتهاج مخطط أمني استثنائي يرتكز على نشر القوات والعمل بالتنسيق مع قوات الشرطة لمحاصرة وتطويق جميع مداخل ومخارج مدن وأحياء غرداية. وكإجراء أمني وقائي استباقي، تم تشكيل وحدات "مُخصصة" تضم وحدات أمن الطرقات ووحدات التدخل السريع للدرك الوطني بوضع سدود مراقبة على محاور الطرقات المؤدية إلى تلك المناطق التي يُمكن أن تطالها "محاولات زرع الفتنة"، على غرار مدينة بريان. كما تم تشديد المراقبة على حركة التنقلات باتجاه المناطق الصناعية في غرداية التي يُمكن أيضا أن تكون مُستهدفة من خلال عمليات تخريب أو حرق، إذ تقع المنطقة الصناعية جنوب مدينة غرداية وهي الآن تحت حراسة أمنية مُشددة. وكشفت التحريات الأولية أيضا عن توافد أشخاص من ولايات أخرى تورطوا في تلك الأحداث، حيث تمكنت مصالح الدرك من إحباط عدة محاولات في هذا الصدد، حيث تم اكتشاف تنقل هؤلاء على متن حافلات تم توقيفهم والتحقيق معهم، لهذا تم وضع تشكيلات مُخصصة في محاور الطرقات لتشديد المراقبة وتفتيش جميع مستعملي الطرقات سواء على متن السيارات أو الحافلات أو الدراجات وحتى في التجمعات السكنية وتجريدهم من الأسلحة البيضاء التي تُستعمل في الأحداث. كما تقوم طائرة "هيلكوبتر" بمسح شامل للإقليم، ورصد أي تجمع وتبليغ على الفور الفرق الميدانية للتنقل إلى مكان تجدد الأحداث. الدرك يسترجع عدة مسروقات ويُلقي القبض على متورطين متلبسين رغم حساسية الوضع وتركيز جميع جهودها على عودة الأمن وحماية أرواح وممتلكات المواطنين من عمليات التخريب والحرق وتأمين السكان من الاعتداءات، إلا أن مصالح الدرك تمكنت من توقيف واسترجاع عدة مسروقات وتوقيف المتورطين متلبسين الذين استغلوا الأحداث لنهب وسرقة الممتلكات في المنازل والمحلات. وبناء على العديد من الشكاوى التي أودعها الضحايا لدى مصالح الدرك الوطني، تمت مباشرة تحقيقات موسعة ومُكثّفة والعودة إلى أماكن الحرائق في المحلات والمساكن للتحري. وفي هذا الصدد، تمكنت مصالح الدرك من إلقاء القبض على عدة أشخاص، حيث أوقفت منتصف ليلة أول أمس أربعة أشخاص في حالة تلبس بارتكاب أعمال سرقة للممتلكات بمدينة غرداية، ويجري التحقيق معهم لتوقيف باقي المتورطين، كما تمكنت صباح أمس من العثور على عدة مسروقات خارج مدينة غرداية نقلها المجرمون خوفا من اكتشافها بحوزتهم من طرف مصالح الأمن، واسترجعت أيضا 50 رأس غنم تمت سرقتها خلال هذه الأحداث، وشكلّت قيادة المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بغرداية "تشكيلات خفيفة لوحدات التدخل السريع" خاصة ليلا. وفي هذا الشأن سجلت قيادة المجموعة ليلة أول أمس تراجع عدد الممتلكات من طرف المواطنين على الرقم الأخضر 10.55، الذي كان خلال الأيام السابقة لا يتوقف عن استقبال نداءات طلب النجدة والتبليغ عن أماكن نشوب أعمال العنف، وهذا ما يدلّ على عودة الاطمئنان للمواطنين بعد الإجراءات الاستثنائية. العلم الوطني فوق أسطح قصور غرداية كشف عدد من المواطنين من قصر بني ميزاب عن عودة الأمن إلى المنطقة بعد خمسة أيام من المواجهات مع العصابات الإجرامية، وأكدوا أن الميزابيين "يتبرأون" من كل محاولات زرع الفتنة أو المساس باستقرار في المنطقة أو التراب الوطني، وقد لُوحظ رفع الرايات الوطنية في كل أسطح منازل قصور مدينة غرداية، وتم صنع راية وطنية يتجاوز طولها 30 مترا.